مهرجان الجونة السينمائي بين الحقيقة والوهم بقلم صلاح هاشم


admin رئيسية, كل جديد, لف الدنيا, مفكرة سينمائية, مهرجانات, نزهة الناقد 0
admin رئيسية, كل جديد, مفكرة سينمائية 0
يعرض نادي سينما أوبرا الأسكندرية فيلم ( البحث عن رفاعة ) للناقد والمخرج المصري صلاح هاشم المقيم في باريس، ويحكي الفيلم الوثائقي الطويل 62 دقيقة تصوير ومونتاج الفنان اللبناني سامي لمع وانتاج الاعلامية الكويتية نجاح كرم عن الأفكار التي جلبها رفاعة رافع الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة من رحلته الى فرنسا عام 1826مع بعثة الباشا محمد علي لدراسة العلوم الحديثة..
وتلخص قصة رفاعة قصة مصر في القرنين الماضيين،والفيلم هو محاولة كما كتب الناقد والمفكر السينمائي الكبير د.صبحي شفيق : ” محاولة لإيقاظ ذاكرة أمة، والبحث عن رفاعة جديد” ويعقب الفيلم ندوة يديرها الناقد السينمائى/أحمد عسر،ثم فقرة فنية متميزة للفنان/محمد حسنى..
موعدنا إذن الجمعة الموافق 24 يناير 2020- 7 مساءا.الدعوة عامة..والدخول مجانااااااا..
admin رئيسية, كل جديد, مفكرة سينمائية, مهرجانات 0
وقع اختيار، إدارة مهرجان “جمعية الفيلم” السنوي للسينما المصرية ،برئاسة مدير التصوير محمود عبد السميع في دورته الـ46، والتي ستقام في الفترة من 25 يناير، وحتى الثامن من فبراير القادم،على تكريم عدد من السينمائيين المصريين، وهم : المخرج الكبير داوود عبد السيد، والسيناريست وحيد حامد ،والموسيقار منير الوسيمي، والفنان لطفي لبيب، ومهندس الديكور نهاد بهجت، والناقد المصري صلاح هاشم المقيم في باريس.فرنسا
الممثلة القديرة سميحة أيوب ضيف شرف ( جمعية الفيلم ) الدورة 46
كما سيتم اختيار النجمة سميحة أيوب لتكون ضيف شرف هذه الدورة، واستكمال التقليد الذي بدأته الجمعية العام الماضي، بتكريم رموز ورواد الفن السينمائي، حيث سيتم تكريم الفنان علي الكسار، وتوفيق الدقن، والسيناريست أبو السعود الابياري، والمخرج ممدوح شكري صاحب أول “فيلم سياسي” في السينما المصرية.. وتكرم جمعية الفيلم الناقد والكاتب والباحث السينمائي صلاح هاشم لما قدمه ويقدمه لرفعة وإرتقاء السينما المصرية وحضوره كسفير لحضارة السينما المصرية في فرنسا والعالم، فهو يمثل ” حالة خاصة” في المشهد السينمائي العربي. والمعروف أنه من مواليد 12 نوفمبر 1946 . حي” قلعةالكبش” . السيدةزينب. القاهرة . مصر. تخرج في كلية الآداب”قسم انجليزي” جامعةالقاهرة عام 1969. نشرت قصصه ودراساته وترجماته- قبل سفره الى الخارج 1970 – في مجلات ” الكاتب ” و ” السينما ” و ” روز اليوسف ” و ” الأدب ” و ” سنابل ” وجريدة ” المساء ” وأذيع بعضها من إذاعة البرنامج الثاني ( البرنامج الثقافي حاليا ) .سافر الى أوروبا للدراسة عام 1970.. درس صلاح هاشم السينما،وموسيقى الجاز،والأدب الأفروأمريكي في”جامعةفانسان” الشهيرة في باريس ( جامعة”باريس 8″حاليا ) وعمل كمساعد مخرج في التليفزيون الفرنسي، ومدير مسرح ” المدينة الجامعية”- THEATREDE LA CITE UIVERSITAIRE في باريس، ومترجما.. وتنقل في عدد كبير من المهن والأعمال، قبل أن يلتحق للعمل كصحفي في مجلة ” الوطن العربي ” أول مجلة عربية- لبنانية- مهاجرة الى باريس، في بداية الثمانينيات، ثم كرئيس تحرير لمجلة ” الفيديو العربي ” الشهرية الشهيرة، التي كانت تصدر من لندن في فترة الثمانينيات..
وهو مؤلف مجموعة كبيرة من الكتب، من ضمنها ( الحصان الأبيض ) مجموعة قصص قصيرة و ( كرسي العرش. حكايات من قلعة الكبش) و( السينما الفرنسية . تخليص الإبريز في سينما باريز ) و ( السينما العربية خارج الحدود ) و ( موسيقى الجاز .نشأة وتطور موسيقى السود في أمريكا )..
كما أخرج عدة أفلام وثائقية مهمة عن تاريخ مصر وذاكرتهاوأعلامها – بمشاركة مدير التصوير اللبناني سامي لمع – من ضمنها فيلم ( البحث عن رفاعة ) و( سحر السينما المصرية الخفي.وكأنهم كانوا سينمائيين . ) و فيلم ( أول خطوة )..
وشارك كناقد وكمثقف مصري كبير يعيش في الخارج، في العديد من لجان تحكيم المهرجانات السينمائية العالمية، مثل مشاركته في لجنة تحكيم مسابقة ( الكاميرا الذهبية ) في مهرجان ” كان ” السينمائي العالمي عام 1989..
وهو مؤسس موقع ( سينما إيزيس ) عام 2005 في باريس، الذي يطرح ” رؤية ” للثقافة والحياة، ويعني بـ ” فكر ” السينما المعاصرة،وأيضا مهرجان ( جاز وأفلام ) عام 2015، ثم موقع ( سينما إيزيس الجديدة ) الذي سوف ينطلق، في الاسبوع الأخير من يناير 2020 ، على شبكة الانترنت.. —
عن موقع ( صدى البلد ) بتاريخ 9 يناير 2020
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد, مفكرة سينمائية 0
في كتاباته الأدبية والنقدية ، كما في أفلامه الوثائقية، يأخذ الناقد الكبير صلاح هاشم مكانة متميزة في المشهد السينمائي العربي، هي حصيلة عقود من العمل الدؤوب، و”الصعلكة” المُنتجة، التي قادته على دروب الإبداع ليمثّل حالة خاصة أمكن لها أن تمتصّ رحيق تلاقي الثقافة العربية والغربية، دون أن تنخلع من جذورها، أو تنسى انتمائها في حواره مع 24، يكشف صلاح هاشم عن قمة جبل الجليد فقط، تاركاً الكثير لأحاديث وحوارات مقبلة، يمكن لها أن تغطي المزيد من تجاربه الأدبية الإبداعية، والسينمائية ناقداً ومخرجاً، والحياتية إنساناً رائقاً..
تجمع بين صفتي “ناقد سينمائي”، و”صانع أفلام”، ما الذي دفعك إلى هذا الجمع بين طرفين يبدوان نقيضين؟
لم يدفعني أحد. انتقلت بشكل طبيعي في فترة الستينيات من كتابة القصة القصيرة ونشر الدراسات الأدبية والفنية والترجمة في الصحف والمجلات المصرية مثل “المساء” و”روز اليوسف” ومجلة “السينما”، التي كان يترأس تحريرها آنذاك سعد الدين وهبة، ومجلة “الكاتب”، التي كان يترأسها أحمد عباس صالح، وكنت حينها طالباً في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومن ثمّ انتقلت إلى العمل في الصحافة اليومية، التي دخلتها من باب الأدب، وبدأت ممارستها فعلياً بعد أن سافرت إلى باريس، مع ظهور مجلة “الوطن العربي”. وكنتُ قبل ذلك درستُ السينما في فرنسا، في جامعة فانسان الشهيرة “باريس 8″، وكان يدرّس لي أبرز نقاد مجلة “كاييه دو سينما”، كراسات السينما الشهيرة، من أمثال جان ناربوني، وسيرج لو بيرون، ودومينيك لو بلان، وغيرهم، ولم أدرس السينما لأصبح ناقداً، بل أمارس عملية الإخراج وصنع الأفلام
هل هناك كتّاب ونقاد جمعوا بين الكتابة الروائية مثلاً أو كتابة النقد، والإخراج السينمائي؟
نعم هناك نماذج لا تُعد ولا تُحصى في الجمع بين النقد وصناعة الأفلام، أو بين الجمع بين الكتابة وصناعة الأفلام أو كتابة سيناريو الأفلام، كما فعل نجيب محفوظ في مصر، وفي فرنسا تجد الكاتب المسرحي مارسيل بانيول الذي أخرج “زوجة الخباز”، والشاعر والكاتب المسرحي الفرنسي جان كوكتو، الذي أخرج “الحسناء والوحش”، والأدباء مارجريت دوراس، وأندريه مالرو، وآلان روب جرييه، والإسباني أرابال، فكونهم روائيين وكتاباً، لم يمنع أو يحول دون ولوجهم عالم الإخراج السينمائي، كما أن معظم مخرجي “الموجة الجديدة”، مثل جودار، وتروفو، وإيريك رومير، بدأوا أولاً كتابة النقد السينمائي تحت إدارة أندريه بازان في مجلة “كراسات السينما” – لي كاييه دو سيما – العريقة، قبل أن يشرعوا في خوض تجربة الإخراج.
في أفلامك يبدو ثمة حرص على فكرة التنوير والتأصيل والبحث، كأنما تسعى في أفلامك لرسالة فكرية محددة. هل يمكن القول إن تقصير المخرجين في هذا المجال دفعك لأخذ الأمر بيدك وصناعة الأفلام التي تريد؟
لا أحب أن أسمي ذلك تقاعساً، أو تقصيراً، لكنه اختلاف في القناعات والمنهج والهموم، فلست في وضع يسمح لي بأن أحاسب أحداً على تقصير أو تقاعس، لأن فعل الإبداع هو فعل حرية بالدرجة الأولى، وما يشغلني في الأساس هو قضية “التعليم” و”التربية”، على خطى رفاعة الطهطاوي، وقضية “البحث” والتفتيش والتنقيب ومبحث الهوية، وجميعها أشياء أفقدت مصر ريادتها ومكانتها في الطليعة للأسف، وأعتقد أن المسؤوليات والأعباء الملقاة على عاتقنا بخصوص كل تلك القضايا من أجل التغيير، تحتاج إلى مجهودات وتضحيات كثيرة وعمل طيلة عقود، لأن هناك من هو مستفيد من الوضع الحالي ولا يريد تغييراً، ولا يحزنون، إذ تعرّض الشعب المصري لأبشع عمليات النهب والاحتيال والتجهيل، خلال فترة الثلاثين سنة ماضية، وافتقدنا أهم رباط يمكن أن يتجمع الناس، خاصة الشباب، من حوله: افتقدنا القدوة في شخص الحاكم، وافتقدنا المشروع الوطني للنهوض بوطن. ونحن مشغولون ومهمومون حالياً بمصيبة جديدة بعد الثورة، مشغولون بمحاربة الإرهاب الأسود الفاشي، ونعيش في مرحلة انتقالية ضبابية، وأعتقد أنه لن يتغير أي شيء في مصر إلا إذا تغيرت المنظومة التعليمية والمنظومة الإعلامية. بعد “البحث عن رفاعة الطهطاوي”، لديك فيلم جديد “وكأنهم كانوا سينمائيين”. حدثنا عنه. ظروف إنتاجه
فيلم “وكأنهم كانوا سينمائيين. شهادات على سينما وعصر”، هو خامس تجربة لي في إخراج الفيلم الوثائقي، وهو يناقش ويطرح سؤالاً: ترى أين يكمن سحر السينما المصرية الخفي؟ وما هي الإضافات التي حققتها السينما المصرية للشعب المصري، وأردت من طرح السؤالين التذكير بأن السينما المصرية صنعت وجدان شعب وأمة تمتد بجذورها إلى تاريخ وطبيعة هذا البلد، وكان قدماء المصريين أجدادنا يرسمون ويوثقون برسوماتهم على جدران المعابد لكل مناحي الحياة في مصر القديمة، وكأنهم كانوا سينمائيين من دون كاميرا، كما أن مصر بسبب من طبيعتها هي بلد مليء بالصور والتصاوير والفن الفطري، وتعتبر جنة المصورين الفوتوغرافيين في العالم، وكنتُ شاهدت فيلماً وثائقياً للمخرج الأمريكي الكبير مارتين سكورسيزي يتحدث فيه عن السينما الإيطالية ويعرض أثناء حديثه للقطات ومشاهد من أفلامها، وأعجبتُ جداً بالفيلم وقررتُ أن أستلهم منه فكرة عمل فيلم عن “سحر السينما المصرية الخفي”، لكي أعرضه على الأجانب وأقول لهم من خلاله لماذا نحب السينما في مصر
كتابك الجديد “الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية” وجد صدى وانطباعات إيجابية قبل صدوره… ماذا عنه ؟
أستطيع أن أقول إنني حاولت أن أثبت في كل كتاباتي وبقدر ما تيحت لي الفرصة: إن السينما جديرة، كما يقول الشاعر الفرنسي الكبير أبولونير، بكل الكتابات العظيمة، وبنفس القدر الذي تتمتع به “روائع” الأعمال الأدبية، مثل روايات الروسي ديستويفسكي والسويسري هرمن هسه والمصري نجيب محفوظ واليوناني نيكوس كازانتزاكيس، وجدّنا الحكواتي الأكبر اليوناني هوميروس، وأن هذه الكتابات العظيمة عن السينما من الطبيعي أن تنهل عندي من الموسيقى والشعر والفلسفة وفن الفوتوغرافيا والفنون التشكيلية، ومسيرتي الطويلة وقراءاتي وخبراتي على درب الفن، ومغامرة الحياة ذاتها. النقد ممارسة للحرية، في أرقى وأعلى صورها. هذه الحرية التي تجعلني أردد وأنا أستقبل كل صباح جديد: “الله صباح فاتن، وشمس واعدة، سأمرح على حافة السيف”.
حدثنا عن التكريم الذي تلقيته مؤخراً في “بينالي الثقافة والفنون” في مصر
أعتقد أن تكريمي في “بينالي الثقافة والفنون”، الذي سعدتُ به كثيراً، وكان تحت يافطة “وجه مصر المُشرق في الخارج”، جاء تقديراً لحضور إعلامي مصري مميز في المشهد الثقافي السينمائي الفرنسي، واختياري لتمثيل مصر في المحافل الثقافية، والمهرجانات السينمائية الدولية في فرنسا وتونس والمغرب وإيطاليا وتركيا وغيرها، وحضوري ككاتب وأديب وناقد سينمائي، في المشهد الإعلامي المصري والعربي، وربما جاء تقديراً، ومن حيث لا أعلم، لتلك “الحديقة” التي زرعتها على شاطئ البحر، فلما أثمرت انطلقت في بحار الله، ودلفت داخل المياه العميقة، من دون خوف أو وجل
أجرى الحوار مع صلاح هاشم الناقد الفلسطيني الكبير بشّار إبراهيم موقع “24” عام 2014
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, مفكرة سينمائية 0
من أهم وأبرز الأحداث التي شهدها مهرجان ” كان ” السينمائي الدولي الثاني والسبعين الذي عقد في مدينة ” كان ” الفرنسية في أقصى الجنوب الفرنسي في الفترة 14 الى 25 مايو..
تكريم النجم الفرنسي الكبير آلان ديلون الأسطورة( 83 سنة ) الذي يعتبرأشهر من الرئيس الفرنسي شارل ديجول في العالم، ولايضارعه في شهرته، إلا برج إيفل، كرمز لفرنسا، معمارها وعزها وفنها، و ” الباجيت ” الفرنسي الشهير، والذي شاهد أفلامه- أكثر من 80 فيلما من بطولته،وإخراجه وإنتاجه- أكثر من 350 مليون متفرج في العالم، ومنذ أن ظهر ذلك الممثل الفرنسي العصامي، المتمرد، صاحب الوجه الارستقراطي الملائكي، الذي ولد في أسرة فرنسية فقيرة- أم خادمة وأب جزار – وتربى في حضن الملاجيء، والذي لم يتعلم، ولم يدرس التمثيل، في مدرسة أو دورة تدريبية أو معهد..
ظهرفي أول أفلامه ” في وضح الشمس ” – PLEIN SPLEIL- من اخراج رينيه كليمان، كي يصعد في قفزة فنية عملاقة، الى قمة سلالم الشهرة والمجد، ويصبح في التو- ليس فقط في فرنسا ،ولكن في مصر أيضا، في قارة افريقيا، وفي اليابان في قارة آسيا، وأينما وجدت قاعات السينما، مثل قاعة سينما إيزيس في مصر، التي شاهدت فيها في فترة الخمسينيات أفلام آلان ديلون ” البوليسية” في صحبة عمالقة التمثيل في فرنسا آنذاك، من أمثال جان جابان وجان بول بلموندو ولينو فينتورا وغيرهم، كما في فيلم ” العشيرة الصقلية” – LE CLAN SICILIEN- من أروع أفلام ” العصابات ” التي ظهرت في تلك الفترة..
يصبح ” نجما ” يشار اليه بالبنان،كعلامة ” فارقة”من علامات السينما الفرنسية الحديثة، في فترة الستينيات، وفي أعقاب ظهور ” الموجة الجديدة” في فترة الخمسينيات في السينما الفرنسية، فقد كان يكفي، كما يقول عنه المخرج الايطالي الكبير أنطونيوني ، كان يكفي أن ترى آلان ديلون، وهو يمشي- ولايمثل ابدا – ويسير فقط في أي فيلم يضطلع ببطولته.. لكي تحبه في التو .
ولذلك لم يكن غريبا ،أن تسارع أستوديوهات وصناعة السينما الأمريكية في هوليوود في تلك الفترة الى إستقطاب آلان ديلون، وبشتى الوسائل والمغريات، وتوظيفه في أفلامها، لكنها مثل كل الرجال والنساء اللواتي عرفهن ، مثل النجمة النمساوية رومي شنيدر، وأصحاب ” السلطة “، أي سلطة من أي نوع، في فرنسا وفي أي مكان، لم تنجح في ترويض ذلك ” الوحش ” – LE MONSTRE SACRE- الذي يسكنه، ويعز عليه أ
لكن من هو هذا الـ ” آلان ديلون” الدون جوان، وساحر النساء، وصاحب الأداء الساحر في أكثر من رائعة من روائع السينما، ليس فقط الفرنسية، بل العالمية أيضا، مثل دوره في فيلم ” روكو وأخوته ” أمام الممثلة الفرنسية العملاقة آني جيراردو، ودوره في فيلم ” الفهد ” أمام الممثل الأمريكي العملاق بيرت لانكستر، وعروس السينما الإيطالية كلوديا كاردينالي، والفيلمان للمخرج الايطالي الكبير فيسكونتي..
الذي قررت إدارة مهرجان ” كان ” السينمائي 72 ، ممثلة برئيس المهرجان بيير ليسكور والمندوب العام للمهرجان تيري فريمو، أن تمنحه ” سعفة ذهبية” شرفية لمجمل أعماله، و فرد له سيد المهرجانات السينمائية في العالم ،ومن دون جدال
فرد له سجادة المهرجان الحمراء الشهيرة، ليصعد درجات سلم قصرالمهرجان الكبير، ويروح يلوح ويصفق ،لعشاق حضوره الأثير، وفنه الجليل، بحضور أكثر من 6 آلاف صحفي ومصور في الدورة 72، وأن يكرس له ” درس السينما “الكبير في المهرجان، و بحضور ” المجلة العربية “، لكي يحكي فيه آلان ديلون، عن مسيرته السينمائية الطويلة ، وعلاقته بفن السينما ، وفلسفة حياة كاملة ؟..
في كتاب ” نجومنا و الى الأبد” – NOS STARS DE TOUJOURS – تأليف المؤرخ السينمائي الفرنسي الكبير بيير تشرنيا، و الصادر عن دار نشر ” لاروس ” الشهيرة في باريس ، يكتب تشرنيا عن آلان ديلون في مقال بعنوان ” آلان ديلون السيد واللص ” و يصدر مقاله بكلمة كتبتها الممثلة النمساوية الجميلة رومي شنيدر عن ديلون تقول فيها :
” آلان شخص أرستقراطي..طبيعي، يكمن في داخله إنسان من عصر النهضة،، وعندما تقترب منه، ستكتشف كرما لاحد له، ورقة غير معهودة..”..ولد آلان ديلون في الثامن من شهر نوفمبر عام 1935 – برج العقرب – في ضاحية ” سو ” ا من ضواحي باريس الهامشية ، ولد في أسرة فقيرة متواضعة، وتنقل في طفولته بين الأسر الفرنسية الحاضنة لأولاد الشوارع، الذين لا تستطيع أسرهم، أن تتعهدهم بالتربية والرعاية الواجبين، ولذلك أصبح الطفل ديلون، وحيدا منفردا ومتمردا ، ولايمكن السيطرة عليه أبدا أو تدجينه.
وفي سن السابعة عشرة، التحق آلان ديلون بالبحرية الفرنسية – يذكر آلان ديلون في ” درس السينما ” واللقاء الذي عقد معه في الدورة 72 لمهرجان ” كان ” السينمائي، أنه يدين بكل شيء في حياته لفترة خدمته العسكرية في البحرية الفرنسية التي صنعت منه رجلا، وسنعود الى ذلك الدرس لاحقا – حيث شارك في الحرب الهند صينية، ولما انتهي من خدمته العسكرية، وعاد الى باريس، صار يتردد على أوكار الدعارة واللصوص والمجرمين، والأحياء سيئة السمعة مثل حي ” باربيس ” وحي ” سان جيرمان دو بريه” ..
وتعرف الى ممثلة فرنسية تدعى بريجيت أوبير، أحبته وتعلقت به ، وصارت تصرف عليه من مالها، وجعلته يسكن معها في غرفتها الصغيرة، ثم تعرف ديلون على الممثل الفرنسي الكبير جان كلود بريالي، وقام وعمره 22 سنة بدور صغير في فيلم ” عندما تتدخل النساء ” للمخرج الفرنسي الكبير إيف أليجريه، وبمجرد ظهوره فقط في الفيلم، شهد الوسط السينمائي الفرنسي بأن ذلك الفتى ” المهر ” الممثل من عنصر أصيل طيب، وبسبب حضوره ” المغناطيسي “الطاغي الأثير، سيكون له شأنا كبيرا كممثل، وعندما قامت الممثلة رومي شنيدر ببطولة فيلم ” كريستين ” أختارت آلان ديلون لكي يشاركها بطولة الفيلم، ووقعا الاثنان في الحب من أول نظرة ، وصارت قصة حبهما، الذي استمر لمدة ست سنوات، حديث الناس و الصحافة وأجهزة الإعلام..
وبسرعة صار آلان ديلون ممثلا معروفا، وكان لجماله ووسامته وشبابه، محط إعجاب النساء وتعلقهن به، وسنرى لاحقا ، كيف اعترف ” الوحش ” ديلون في اللقاء المذكور معه في الدورة72، إعترف بفضلهن عليه، وذكر انه من صنعهن، ولولا هذا العدد الكبير من النساء، اللواتي عشقنه، لما كان شيئا مذكورا، على الرغم من أنه كان يعاملهن أحيانا كما إعترف بقسوة، ولايتورع أحيانا عن لطمهن وضربهن.. وعلى يد المخرج الايطالي العملاق لوكينو فيسكونتي صعد ديلون الى خشبة المسرح وقام مع حبيبته رومي شنيدر ببطولة مسرحية ” خسارة ان تكون غانية ” في باريس، ولعب دورين كبيرين في فيلمين عظيمين لفيسكونتي، هما ” روكو وأخوته ” الذي ينتمي الى سينما ” الواقعية الجديدة “- نيو ريالزم – في فترة مابعد الحرب العالمية الثانية في إيطاليا.. وفيلم ” الفهد” الجبار الذي ينتمي الى نوع ” الأفلام التاريخية” العظيمة ولكل العصور ويبهرك بجماله وسحره.. تميزا بحضوره ديلون الأخاذ الساحر، ونظرته العميقة النافذة، وإبتسامته الساخرة، وجسد فيهما فورة الشباب وشجاعته، وأقصى طموحاته في التغيير، حين يكتب لطبقة ما في الحكم الأفول، وصعود طبقات جديدة، لحكم البلاد ، والسيطرة على مقاليدها..
إلا أن هذان الفيلمان، لم يحققا لديلون نفس الشهرة التي حققها له فيلم ” في وضح الشمس ” من انتاج 1959 ومن اخراج الفرنسي رينيه كليمان، المأخوذ عن رواية بوليسية رائعة للكاتبة الانجليزية باتريشيا هاي سميث، والذي صنع من آلان ديلون ” أيقونة ” من أيقونات و ” أسطورة ” من أساطير السينما العالمية،ونجوم السينما المفضلين، في العالم،ولكل العصور ..
ويلعب فيه ديلون دور شاب فقير ووسيم ،يلتحق بخدمة شاب ثري أرستقراطي صديقه، فيدبر مؤامرة في عرض البحر لقتله، والتخلص منه، ويحاول أن يحل محله، ويقلده في كل شيء، كي يوهم الجميع بأنه- صديقه – مازال على قيد الحياة..
فهل ينجح كمجرم محتال أثيم في محاولته، والسطو على يخت وممتلكات صديقه، ويفوز أيضا بحب وقلب صديقته ؟..
ونري في الفيلم المشوق الرائع الفذ، وبايقاع لاهث، كيف يتحايل آلان ديلون وبشتى الطرق والوسائل، لكي يحل محل شخصية القتيل، وكيف يتدرب في الفيلم، على تقليد صوته، وتقليد توقيع صديقه على دفتر شيكاته، لسحب نقود بإسمه، ونذهل لمصداقية التمثيل في الفيلم لآلان ديلون، ونترك لكم بالطبع متابعة أحداث هذا الفيلم البوليسي المشوق الممتع، الذي يستحق المشاهدةعن جدارة، ونعتبره تحفة سينمائية،مثل بعض أفلام هيتشكوك كما في ” نفوس معقدة ” أو ” دوار “- فرتيجو -لايجود الزمان بمثلها..
وسوف نلاحظ هنا من خلال عرض المسيرة السينمائية الطويلة لآلان ( أكثر من 80 فيلما ) ، أنه مر بعدة مراحل سينمائية، وكان الفضل في تميزه فيها، وصعود نجمه مثل الصاروخ، هؤلاء المخرجين الكبار” المؤلفين ” الذين عمل تحت إدارتهم، وتوجيهاتهم، من عند الايطالي لوكيني فيسكونتي ” الفهد ” إنتاج 1963، مرورا بالفرنسي رينيه كليمان ” في وضح الشمس ” 1959 ، و الايطالي أنطونيوني ” الخسوف ” 1962، و الفرنسي جان بيير ملفيل ” الساموراي “1967، والفرنسي هنري فرنيو” العشيرة الصقلية ” 1969، ولحد الأمريكي جوزيف لوزي ” مستر كلاين ” 1976 والفرنسي السويسري جان لوك جودار ” ” موجة جديدة” 1990، وحصول آلان ديلون على جائزة السيزار الفرنسية كأحسن ممثل عن دوره في فيلم ” حكايتنا ” للمخرج الفرنسي الكبير برتراند بلييه..ثم كانت ” سعفة كان الذهبية ” الشرفية في الدورة 72 لعام 2019 لمجمل أعماله.
في اللقاء ” درس السينما ” الذي عقد مع آلان ديلون في الدورة 72 في قاعة ” بونويل ” في قصر المهرجان الكبير، يوم الأحد 19 مايو- أعقب اللقاء عرض فيلم ” مستر كلاين ” من انتاج وتمثيل آلان ديلون وإخراج الأمريكي جوزيف لوزي- وأداراللقاء على شكل حوار مع ديلون الصحفي والناقد الفرنسي صامويل بلومنفيلد من جريدة اللوموند، وتخلله بعض مشاهد من أفلامه كما في مشهد من فيلم ” روكو وأخوته ” لفيسكونتي، يمثل فيه ديلون أمام اني جيراردجو مشهدا مؤثرا ، مشهد انفصال الحبيبين جعل الدموع تفرط من عين ديلون ومن أعيننا أيضا في القاء المؤثر ذكر ديلون أنه لشييء صعب للغاية أن يكون المرء بعد مرور خمسين أو ستين سنة مازال على قيد الحياة، ومازال يطلب حب الناس.وأعترف بفضل كل المخرجين الكبار الذين عمل تحت إدارتهم، أو أخرجوا له أفلاما من إنتاجه ومثل أو لم يمثل فيها، وذكر أنه ينتهز فرصة تكريمه، ويهدي اليهم سعفته الذهبية الشرفية ويعتبر أن تكريمه في المهرجان، في الدورة 72 ، الذي أغضب بعضا من النساء اللواتي سارعن بالاعتراض على التكريم، والتظاهر ضد ديلون، سي السيد، الذي لا يتورع عن ضربهن أحيانا، ولم تنجح محاولتهن في إفشال التكريم أو حجبه..
هو أيضا تكريم لهؤلاء المخرجين الكبار من أمثال فيسكونتي وكليمان وفرنوي ولوزي، وملفيل وحكي أن ملفيل مات بالفعل من الضحك، حين حكى له صديق في التليفون نكتة ، فأخذ ملفيل يضحك ويضحك، حتى صعدت روحه الى بارئها.. و ذكر ديلون ( 83 ) أنه يمكن بسهولة على المستوى الشخصي، مثل مع أي إنسان، انتقاده، لكن من المستحيل ،على المستوى المهني الاحترافي، كممثل ومخرج ومنتج كبير ( أنتج أكثر من 25 فيلما في حياته)، توجيه أية انتقادات له، أو.. لمسيرته السينمائية الطويلة، التي تكللت بنجاحات عديدة، ومشرفة وحققت إضافات لفن السينما، وبخاصة حين أقبل ديلون وصرف من جيبه على موضوعات ” سياسية” وفكرية شائكة ، ناقشها وتناولها في بعض أفلامه، مثل تواطؤ الشرطة الفرنسية ومسئوليتها، في ترحيل الآلاف من الفرنسيين اليهود الى معسكرات الاعتقال، أثناء الإحتلال النازي لفرنسا، كما في فيلم ” مستر كلاين ” لجوزيف لوزي، من انتاج ديلون.. ” إنني افتقد التمثيل بشدة، وسأعود الى التمثيل، بشرط أن يكون مخرج الفيلم في قامة المخرج الفرنسي الكبير الراحل روبير بريسون . لكن هيهات . وأتمنى أن أمثل دور المسيح عيسى إبن المريم الذي تمنحنى أمه العذراء مريم بركاتها الآن، و في كل وقت. والآن أستطيع أن أودعكم في سلام ، وأرحل مطمئنا .. ” هكذا تكلم أسطورة السينما الفرنسية الحية آلان ديلون، مثل بحار، زرع حديقة على شاطيء البحر ، فلما أثمرت ، إنطلق في بحار الله ..
admin اصدارات كتب, رئيسية, مفكرة سينمائية 0
أفتح شرفتي في الفندق الملكي على البحر. وأتابع شريط الصور التي تتوارد على ذهني في المساء العميق، قبل أن أخلد الى النوم في فندق وندسور. الثلاثاء 3 ديسمبر..لقطات تتتابع، وتمسك بلحظات عشناهامع الحضور، في ندوة ( الحصان الأبيض )في “مختبر السرديات” بمكتبة الأسكندرية، مساء اليوم. .
أترى ندوة كانت، لمناقشة مجموعة قصصية، أم ورشة لتلميع ” ماسة ” كانت مدفونة في كتاب؟.
انصت مرة اأخرى لتعليقات طائرة، أظن أني سمعتها من الجمهور، الذي حضر الندوة، وهي تتردد على سمعي من جديد : سمعنا صهيل الحصان الأبيض في الندوة ( ابراهيم فرحات ).عشنا في قصص المجموعة مع الألوان ( سالمة).الحصان الأبيض، إبداع متوهج ،وسابق لعصره ( عبير أم عبير الأخرى أم من ، لم أعد أتذكر) ومستوى من الكتابة والسرد ،يرقي الى مستوى الأعمال السيريالية، وقصيدة النثر واللوحة التشكيلية، وكأنه مكتوب الآن في وقتنا الراهن، ويعكس الحاضر المعاش، وهو ملييء بالأحلام والرموز والاشارات.. تعليقات متداخلة مدهشة وطائرة ،تتردد على مسامعي من جديد وهي ترتفع من القاعة ، ومستوى راق للفهم، الممزوج بإعجاب، وحسن تقدير، فتنتشي القاعة بسحر الإبداع والفن،
وتظهر شخصيات العمل تحت المطر، وكأنها قد بعثت فيها الحياة من جديد. قناوي باب الحديد .يمر درويش أسفل نافذتي مع الطفل “شجير”، وأنا أطل من غرفتي على البحر في الفندق الملكي. تشرفنا يامدام بحلو كلامك وجمالك.زهرة اللوتس، إيزيس وأوزوريس .كليوباتر. مريم العذراء. الأحمر والأخضر والأصفر.هلال وثلاث نجوم، أبو زيد الهلالي، وملاك الديار المكتظة رعبا،وتظهر الأسوارالتي يصعب تسلقها وصاحبة البيت العجوز التي لايعلم أحد، أنها قد ماتت منذ زمن، وتتجدد متعة القراءة في كل مرة ، ويهطل المطر الغزير فى كل قصة،عند قراءتها للمرة الثانية، ومن جديد، ثم من جديد آخر أجمل وأمتع وأرحب ، كطقس سحري، يصلنا.. بالأبدية.
شكرا د.منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الأسكندرية على ندوة( الحصان الأبيض ) الرائعة بمشاركة د.ندى يسرى و د. محمد مخيمر، التي أعتبرها بمثابة تحية وتكريم وتقدير، لإبداعات جيل بأكمله،وأهديها الى عم عبد الفتاح الجمل الراعي الرسمي لجيل الستينيات في مصر