أنقذوا أتيلييه الأسكندرية. بقلم فكري عيّاد










admin رئيسية, كل جديد, مختارات سينما ازيس 0
admin رئيسية, فوتوجرافيا, كل جديد 0
admin افلام, رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد 0
فيلم ” البحث عن رفاعة “
البطاقة الفنية
فيلم وثائقي طويل. سنة الانتاج 2008. مدة العرض 62 دقيقة.سيناريو وإخراج صلاح هاشم.تصوير ومونتاج: سامي لمع وصلاح هاشم. إنتاج : مجموعة نجاح كرم للخدمات الاعلامية.المنتج المنفذ: نجاح كرم.
ملخص الفيلم : يحكي الفيلم، من خلال رحلة بين باريس فرنسا، والقاهرة مصر، مرورا بأسيوط وطهطا في الصعيد، عن «ذاكرة» رائد نهضة مصر الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي (1801 – 1873م) التربوية والتعليمية ، الذي يلخص مشواره الثقافي والعلمي، قصة مصر في قرنين، ويفتش الفيلم، عما تبقى من أفكاره وتعاليمه، التي جلبها الى مصر ،من رحلته إلى باريس عام 1826 إ، حين سافر مع أول بعثة تعليمية، أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا، لدراسة مصر الحديثة، وخروجها من جاهلية العصور الوسطى ، إلى نور الحداثة. كما يطرح الفيلم سؤالا: ترى إلى أي حد، استفادت مصر من تجربة الطهطاوي، التي كانت بمثابة ثورة فكرية تنويرية أصيلة.
كان العرض الأول للفيلم في جامعة لندن.قسم الدراسات الشرقية، بدعوة من الأستاذ د.صبري حافظ يوم 9 حزيران/يونيو 2008 .
وقبل أن ينطلق الفيلم في مابعد للعرض في عدد كبير المهرجانات السينمائية والمراكز الثقافية العربية والعالمية: مثل ” كرافان السينما العربية الأوروبية في الأردن، وسينما “الاتوال” في ضاحية لاكورنف باريس( بحضور السيدة ماجدة رفاعة، حفيدة الطهطاوي) ومتحف ” موسم ” – MUCEM- متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية في مارسيليا، في إطار إحتفالية بعنوان (” الطهطاوي.مونتسكيو العرب ” يوم 12 سبتمبر 2013، كما عرض في المعهد الفرنسي – المنيرة، وفي أوبرا الأسكندرية ، ومركز الثقافة السينمائية في القاهرة وفي كل المراكز الثقافية التابعة لصندوق التنمية الثقافية في مصر ومسرح الهناجر وغيرها
***
فيلم ” البحث عن رفاعة ” لماذا ؟
سألني البعض عن فيلمي الوثائقي الطويل -65 دقيقة- بعنوان“البحث عن رفاعة” الذي يعتبر كما كتب بعض النقاد في تقييمهم للفيلم أنه : ” ..أول فيلم وثائقي مصري، يتناول بإسلوب سينمائي متميز، وغير تقليدي، مسيرة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873)” رائد نهضة مصر الحديثة، وينبّه بشكل غير مباشر، ومنذ عام 2008، تاريخ صنعه،ينبه إلى خطورة التيارات الدينية المتطرفة الفاشية،وصعودها واستفحالها في عهد الرئيس مبارك، وهويعرض لـ”أفكار” الطهطاوي الكبرى في الحكم والإدارة، والحرية والثقافة، والمرأة والتربية، لجيل المستقبل في مصر، مؤكداً ..على أن رحلة الطهطاوي، مازالت ابنة الحاضر، ولم تنته بعد.” ..
حسنا. لم يكن هدفي كمخرج،عندما إنتهيت عام 2008 مع مدير التصوير اللبناني سامي لمع، والاعلامية الكويتية نجاح كرم،من صناعة فيلمي الوثائقي الطويل ” البحث عن رفاعة ” عن رائد نهضة مصر الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي- ـأو كما أطلق عليه الفرنسيون ” مونتسكيو العرب” وذلك في تظاهرة بإسمه، عقدت في متحف” موسم “- MUCEM – متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية في مارسيليا وعرض فيها الفيلم.لم يكن هدفي أن أضيف شيئا جديدا،الى السيرة الذاتية لجدنا الأكبر الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، رائد نهضة مصر الحديثة، و جد كل المثقفين المصريين التنويرين، أو أن أحكي عن حياته.. فقد كان هناك، عشرات من الكتب والدراسات والمقالات، بالعربية والانجليزية والفرنسية، قد كتبت عنه..
مثل كتاب” رفاعة الطهطاوي. رائد فكر، وإمام نهضة ” تأليف دكتور حسين فوزي النجار، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 2008 ، وكتاب ” رفاعة الطهطاوي. رائد التنوير في العصر الحديث ” للدكتور محمد عمارة الصادر عن دار الشروق 1988 في طبعة ثانية، وكتاب ” عودة رفاعة الطهطاوي” للدكتور أنور لوقا الصادر عن دار المعارف في سوسة .تونس، كما صدر كتاب بالفرنسية بعنوان ” أبناء رفاعة “- LES ENFANTS DE RIFAA – للمفكر والفيلسوف اليميني الفرنسي جي سورمان، عن دار نشر فايار في باريس وغيرها، وكنت التهمتها أو وأتيت على أغلبها، قبل الاعداد لتصوير الفيلم في مصر عام 2008 ، ومن دون ” خطة سيناريو محددة “أو الحصول على تصاريح تصوير من الجهات الحكومية المعتمدة..
عملية ” البحث “
بل كان الهدف من “صناعة رفاعة” –كما هو مكتوب في بوستر ” ملصق” الفيلم، هو تصوير عملية ” البحث ” ذاتها، التي تمثل جوهر وعصب الفيلم..ومايكتنف هذه العملية،من إستكشاف.. لماضينا.. وذاكرتنا.. تاريخنا وحاضرنا، وأهم من ذلك كله. أن عملية البحث هذه، كانت تعني بالنسبة الي، بعد ان سافرت للدراسة عام 1970 الى أوروبا. وكنت قرأت كتاب الطهطاوي ” تلخيص الإبريز في تلخيص باريز” أثناء فترة الدراسة في الجامعة- قسم انجليزي آداب القاهرة – في فترة الستينيات المتوهجة ثقافيا وفكريا، وكانت من أخصب الفترات الثقافية، التي عاشتها مصر- فترة ” التلقين الثقافي ” عن جدارة لجيلنا، جيل كتّاب الستينيات في مصر، كما يصفها الأديب الشاعر و الروائي محمد ناجي، في فيلمي الوثائقي الطويل الخامس ” حكايات الغياب “- ترى لماذا لانقيم احتفالية فنية وأدبية وثقافية في مص،ر للتعريف بتلك الفترة وابداعاتها المتوهجة في الأدب والسينما والمسرح والقصة القصيرة، هكذا فكرت وأنا أكتب عن ” البحث عن رفاعة ” لماذا – لكن هذه قصة أخرى..
الى كل زهرة لوتس مسافرة
وكانت عملية البحث، تمثل بالنسبة الي ” عودة ” الى المكان الذي إنطلقت منه،أي مصر، لإعادة إستكشافه من جديد، وكأني أتطلع اليه للمرة الأولى.أتطلع الى ترابه وأرضه، وأهله ونيله، وسمائه وأشجاره وناسه، وأنا أعب من جماله- أثناء رحلة البحث- هذه، وأختلط فيه،بعد طول تجوال وترحال ،بالحشد الإنساني،لأعانق فيه وبعد طول غياب ..كل الكائنات والموجودات..
( ..كنت كتبت الى صديقي مدير التصوير اللبناني الفنان الكبير سامي لمع الذي يعيش في كوبنهاجن . الدانمرك بهذا الشأن- الشروع في عمل فيلم عن رفاعة، وكنت حدثته كثيرا عن مصر لسنوات طويلة، منذ ان التقينا في مزارع العنب في فرنسا عام 1970، ولم يكن زارها من قبل، فتحمس سامي كثيرا لخوض مغامرة صنع الفيلم معي، وبخاصة عندما عرف، من رسالتي اليه، من من هو الطهطاوي هذا، الذي أريد أن أوثق لحياته وذاكرته في فيلم، ووجدها فرصة رائعة، لزيارة “أم الدنيا”، وقام بشراء كاميرا جديدة وحضر الى مصر. )..
كان الهدف بعد أن درست السينما والأدب الإنجليزي وموسيقى الجازفي ” جامعة فانسان” الشهيرة في باريس، طرح سؤال السينما أيضا ،وبخاصة السينما الوثائقية من خلال الفيلم، وكيف يمكن توظيف إمكانياتها الهائلة، لخدمة قضايا التقدم والتحرروالهوية والوعي بالتراث، وتوظيفها كأداة للتأمل والتفكير في واقع مجتمعاتنا الإنسانية، وأن أغطّس وأغرّق رؤؤس الناس في بحر توهج الحياة في مصر والنهل من بهجتها..
فلم يكن السؤال عن رفاعة – سؤال التطور والتقدم، والى أين تتجه مصر- رايحة على فين ؟ يخص رفاعة وحده، بل يخص أيضا كل من التقيتهم في رحلة البحث عن رفاعة، وكل زهرة لوتس مصرية مسافرة، أو مهاجرة، قبل أن تودع الوادي، وتلقي نظرة أخيرة على النيل..
كان الطهطاوي هوعنوان الفيلم في الخارج، لكن لم يكن الطهطاوي هو بطل الفيلم، بل كان البطل هو “رحلة البحث” عن شخصه، والتفتيش في عوالمه، وكوكبه الفريد. والنظر الى عملية ” التحول” هذه التي مربها ،للتأمل من جديد في أفكاره بخصوص التعليم والثقافة والتقدم والنهضة.وكانت “عملية البحث”هذه هي همي الرئيسي، الذي أردت من خلاله، أن أوثق للواقع المصري العياني المعاش، في تلك السنوات، الجد عصيبة،التي مرت بها مصر والعالم..
مثل حرب أمريكاعلى العراق،وتصاعد وتعاظم سطوة الاعلام الوهابي الارهابي السلفي الفاشي وسيطرته على الاعلام العربي في أغلبه، ومن دون أن يغيب عن بالي ابدا،الإمساك بتوهج الحياة في مصر،بألفة الناس المصريين الطيبين، رغم قسوة وبشاعة الألم وظلم الواقع، في السنوات الأخيرة لحكم نظام الرئيس مبارك العسكري الاستبدادي، وقبل أن تطيح به ثورة 25 يناير 2011..وتسقط حكمه..
ولم يكن يهمني مطلقا حين شرعت في تصوير الفيلم ،أن يخرج أويكون في نهاية المطاف، فيلما من أفلام “سينما المؤلف “. فيلم ” شخصي”، عن ابن بطوطة جديد، من حينا العريق ” قلعة الكبش ” في السيدة زينب، وليس عن رفاعة..
فقد كان لدي قناعة بأن رفاعة، لو كان في مكاني، في وقت تصوير الفيلم، لكان طرح على نفسه من فرط حبه لوطنه مصر، ذات التساؤلات التي طرحتها في فيلمي. كنت أشعر، بأن الحافز لصنع الفيلم، الإشارة الى ، والتنبيه بحقيقة، لايمكن أن تكون اخطأتها عين..
حقيقة أن الظروف التي عاشتها مجتمعاتنا العربية، وبخاصة في مصر، خلال العشر سنوات السابقة على صناعة الفيلم، كانت تشهد انحسارا مروعا على مستوى التعليم،والثقافة والصحة والأخلاق والضمير الإنساني الصاحي، وتدهور الحياة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بشكل عام..
” ثلاثية ” البحث عن رفاعة
،وأن كل المكاسب التي كانت تحققت – المزيد من الحريات الشخصية – وعلى كافة المستويات – مثل ” مجانية التعليم ” بسبب نضالات سابقة، كانت قد تأممت، أو دخلت المتاحف.ولذا كان الهدف من صناعة فيلم ” البحث عن رفاعة ” أول تجربة سينمائية لي كناقد – بعد تجربة فيلم الوثائقي الطويل الأول ” كلام العيون ” الذي أخرجته عام 1976 ( بالتعاون مع سمير محمود ومحمد توفيق) أثناء دراستي للسينما في جامعة فانسان، هو “تحريك الساكن”، والخروج من تلك ” الغيبوبة ” الفكرية التي كنا نعيشها، وعزلتنا كأمة وشعب. وطرح سؤال رفاعة، سؤال التطور والتقدم.وقد كان اقصى وجل طموحاتي – وبخاصة في هذا الجزء الأول من الثلاثية،” ثلاثية البحث عن رفاعة” كما أردتها وتمثلتها وهضمتها، خلال أكثر من عشر سنوات..
بحيث يكون الجزء الأول، عن الأفكار التي جلبها معه الطهطاوي من فرنسا، ويكون الجزء الثاني، بعنوان ” ذهب باريس” ،عن الخمس سنوات، التي تعلم فيها في فرنسا وقضاها هناك ،ليكون أول ” عين ” مصرية تشاهد حضارة الغرب ،وتتأمل في علاقة الحاكم بالمحكومين، وتتعرف على معاني ” المواطنة ” ودلالاتها العميقة في الدولة العلمانية، وحقوق الأفراد..
ولم يكن غريبا وقتها من هذه الزاوية، أن يقوم الطهطاوي بترجمة الدستور الفرنسي، وعلى أساس أن يتكرس الجزء الثالث من ” الثلاثية” بعنوان ” المنفى “لحال الطهطهطاوي عند عودته الى مصر، والانجازات التي حققها، في عهد الوالي محمد علي، ثم ماجري من نفي الطهطاوي الى السودان، عندما صعد الخديو عباس الى عرش مصر..
كان أقصى وأجل طموحاتي: “إثارة الفضول” فقط ،في كل مايتعلق بشخصية رائد فكر وإمام نهضة، رفاعة رافع الطهطاوي. والتحفيز على قراءة أعماله، أو حتى تصفح فقط رائعته ” المرشد الأمين في تربية البنات والبنين ” وأرجو أن أكون وفقت.
صلاح هاشم*
باريس.فرنسا. في 22 نوفمبر 2020
صلاح هاشم مصطفى *
كاتب وناقد ومخرج مصري مقيم في باريس.فرنسا. من مواليد 12 نوفمبر. قلعة الكبش.السيدة زينب.القاهرة. من “جيل الستينيات” في مصر. مؤلف مجموعة كبيرة من الكتب في السينما، والقصة القصيرة، والهجرة، وأدب الرحلات، من ضمنها كتاب ” الحصان الأبيض ” قصص قصيرة، و” الوطن الآخر .سندباديات مع المهاجرين العرب في أوروبا وأمريكا ” و ” السينما العربية خارج الحدود” وغيرها. ومخرج عدة أفلام وثائقية طويلة وقصيرة، من ضمنها فيلم ” كلام العيون “، و ” البحث عن رفاعة”، و ” وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر ” ، و” أول خطوة “، وغيرها. شارك كناقد سينمائي مصري في العديد من لجان تحكيم المهرجانات السينمائية العالمية مثل مهرجان ” كان “السينمائي – لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية ، ومهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية – لجنة تحكيم النقاد – ومهرجان الفيلم الفني في براتسلافا – لجنة التحكيم الرسمية – ومهرجان القاهرة السينمائي – لجنة تحكيم الفبريسي وغيرها، كما حاضر عن السينما المصرية تاريخها وذاكرتها وتراثها السينمائي العريق في باريس وميلانو وجربة.تونس وغيرها. مؤسس موقع ” سينما إيزيس – ” الذي يعني بـ ” فكر ” السينما المعاصرة وفنون الصورة – عام 2005 في باريس، ومهرجان ” جاز وأفلام ” في مصر عام 2015.
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد, نزهة الناقد 0
admin رئيسية, كل جديد, مختارات سينما ازيس 0
ما إسمك يا…
لا..لا أقصد ما دار في ذهنك!
دعنا نتخيل، ونتصاحب في وئام، بلا رَفَسْ أو عداء.
لماذا أنت دائما أَبْكَم صامت!
لا ترمح أو تبرطع تتَرَوَّح بلا نهيق، في سكون السماء ترفرف وتلعن في رغاوة فمك، تائه الذهن في صمتك ، شريد لا تعرف ما أمامك، ومن خلفك، وليس لك قول فم، أو إِختيار.
هل ثقلت الأحمال والإحتمال من بردعة الألسنة، ونعيق ٱلامك تزعج الأسماع.
تبلَّدَ ذهنك في مطلع ، وكأن سوط صاحبك، يلهب بغدر كُرْباج على ظهرك
أم أنت أبَكم ، أو خائف من ركز اللجام ووغز الأنياب.
أفصح وتكلم، لا تَكتّم هزات الجزع والتَّكَتم ونخز الأقدام ،خلف كمامة فوق فمك.
ولم يعد هناك معك، رغما عن أنفك أي صاحب أو ٱمان، في هذا الزمان.
هل فقدت السيطرة على غريزة الإحساس!؟
ولا تظهر حتى معالم الحزن على وجهك.!
مسكين يا صاحب الهمم والأحمال، ذبحوك في جنون وشهوة اللذات، من غباوة البطون ،أكلات شهية باعوا لحمك.
إندلعت حولك حماقة الفكاهات، وحملوك أكياس بقاياهم والسباخ، وحزمة “برسيم” هدية مجانية، تعلق في مقطف أذناك.
أخفوا عينيك بغمامات جلدية. لامعة لكي لا ترى عورة وهشاشة أعوادهم، ولا تسير عكس الإتجاه.
حالتك النفسيه تحزن كل الأشقاء، أنفاس حوافرهم مثلك خرساء.
طوب الأرض يتكلم فى حقك، من يساوى ومن لا يساوى يتندر بك..
“جحا” استخدمك بحرفية ،تَسَلَّى في دُعَابَات عَبَثبة بحكمة وسخرية، ولمحات ذكية،وبراعة وبلاغة فكاهية، تلاعب بالأذهان .
وأنت ترفض وترقص وترفص، وتحب وتكره، وتتلاعب بعقول البشرية.
تعديت كل المقاييس الزمنية، تمرغت مع حضارات زراعية، ومن باطن الغابات إلى أعالي الجبال، ودخلت موسوعة عالم التخبط والشقاء.
فضائلك في وداعة البقرة، مُتَجالِد مُتَحَمِّل في صَلاَبَة البغل، وطَاقَةالنمر، وذكاء يقارب أخاك.!!
دخلت خيال الأدباء وخلدتك أبيات الشعراء، كتبها “خوان رامون خيمينيث” عن حياة وموت الحمار بلاتيرو. “أنا والحمار”
و”احمد شوقي” لم ينساك. وأنشد فيك أبيات خلدت ذكراك.
“سقط الحمار من السفينة في الدجى.
فبكى الرفاق لفقده وترحموا.”
ياسعيد الحظ والأضواء العالميه، إصطحبك “توفيق الحكيم”، في حالة من الغمزات الدلالية، إصطحبك خلف ستائر المعاني “حمار الحكيم” يروي فيها صداقته معك، أحاديث وحكم، أبلغ من كلامه مع لغة وألفة البشر.
والأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين، تجمعوا في ندوات ومؤتمرات ومحاورات، وأعضاء جمعيات، في بطاقات تحمل إسمك.
أساطير وأحمال، تجرها حوافر أقدامك، بلا أنيننَ أو نحِيب، تؤانس شغف بني الإنسان بلا تذمر ، من تباب الصين، إلى إله الخمر في اليونان، و جولات خرافية في القارة الهندية، وفي الكتابات السومرية نقشوا إسمك، قبل بداية الأعوام. تغلبت يا …. على شهرة فصاحة وهندام ورشاقة الحصان.
منبعك من الأرض الطيبة الأفريقية، و في البرديات المصرية، قصة جنون وغيرة “ست” في حالة حقد وغيظ قتل أخاه، واستولى على الأختام . شاهدت بعينك كل ما كان.
وإله الشر رأى صمتك، أو غفلة رؤيتك والإهتمام، وضعك في خبث وسخرية في مثابة الآلهة.
عاصرت خصامات وحروب بينه وبين “أوزوريس” سنوات تأكل سنوات، وأنت تتساءل في براءة أو طرشان، يابطل زمانك وأيامك، خدعك مكر الكهان، وألبسوك صولجان الخلود، على جدران المعابد الفرعونية، رسموك ” ياحمار” رمز الإله “ست” وانت طَائِش غير دريان.
تنهق وتبرطع، من مواء القطة الناطقة من حولك، وفي لسانها قطعة من لحم ودم، “أوزوريس”.
هربت وتواريت خلف ضربات النعال.
وبفطنة “إيزيس” جمعت الأشلاء، وعادت الروح التائهة الشاردة في الفضاء.
مراتع حكاياتك غرائب وعجائب، منذ بداية التاريخ روايات بكل اللغات، عِبْرَة وإرْشَاد، أو شطحات جنوح الفكر والخيال.
تنظر كل الحيوانات إلى جوف صمتك متعجبة من شأنك.
وأنت لا تدري كيف اصبحت نجم النجوم وقصص عبثية يعشقها الاطفال.
وفي بلاد العم “سام” رفرفت الأعلام تَهَلَّلَت الألسنة وأصبحت ياصاحب هَزَّة ذيلك تلهب العقول في نشوة الانتصار.
ياجمالك في دلالك، سحر قامتك نقشت على الأعلام.
صوت نعيقك صرع وأخفق “الفيل الابيض” وطرده من بيت العزوة شر طردة. يغرد لنفسه عنيد متمرد خارج السرداق. لم يعجبه الحمار تعلق بالبردعة،وترك المولد غضبان.
وأصبحت يا… متوج في أعلى مقام. وفزت بالورقة الذهبية في طاولة الصراع على مائدة القمار.
الكل من حولك، أذكياء بلا بردعة أوغطاء، وأنت تحمل ذكريات وحكايات نائمة في غرف ممرات الدسائس واللعب بالنار.
ساهر الليل يا حامل المشقة والشقاء، مكتوف الفكر والعينان، خلف أسوار الدار، تتمعن وتنصت في تكهن، ما لا يقال أو يدار، خلف الجدران.
وصاحبك في حالة نزق خِفَّة ورُعونَة، مع رنات الخلخال سهران.
لا تذهب ولا تعود إلى الوراء. كلنا اصبحنا مثلك نمضع حسرتنا، ونزهو بألوان الكمامات نختال في عروض الأزياء ونترنخ بلا سيقان.
نتجادل في كبرياء، وأفواهنا تلعق وَسْوَاس الخوف خرساء.
ظلمك الزمان، ووعكات حوافر الإنسان، فوق وسادة حملك وضياع حلمك، أن تكون لك شأن أو جاه.
دعني ياصاحبي أقترب منك، وأمسح دمعة حزينة حبيسة الأنفاس، تتمدد بذهنك
لماذا توقفت الآن!؟ وإلى أين أنت ذاهب؟
شارد الذهن، تنظر إلى عنان الفضاء سابح في السماء، وكأنك تبصر من عيون “زرقاء اليمامة” أمام فوهة الظلام.
تذكر أحلام مسيرة السنين، في لحظة ندم وعتاب على ما فات، كلنا في الهواء أسوياء.
أنا أعرف كيف صَمَتَت الألسنة، وتناسوا أفضالك وحملك، ونهبوا ونهشوا لحمك. مثلك مثل غيرك !
لا أستطيع أن أخبرك عن علة النسيان عند بني الإنسان، ربما قسوة اللجام ألجمت اللسان..!
نحن كنا معك في مَرْتَعك نراقب المباراة، ونثرثر في حالة التوهان، أفواه وحناجر تلتهم بنهم وشهية الذئاب وتتنطع في كذب ورياء. ترفس بحَوافِرها الضعفاء.
تركتك تركض وراء سراب الماضي وحدك، تمضغ في نفسك علف الجبناء.
.لا ملمس ناعم هَنِيء في وجهك، حيرة الدَهْشَة والعصيان، فضحت عناد رأسك، وأظافر الغوغاء لكمات نهشت جلدك.
لسان حالي من حالك، ياصاحب كلينا لا ننظر إلى الوراء. توارى الخطأ في سترة الصواب. والقى الأحمال
. والقى الأحمال على ظهور الدواب.
نتَحَلَّى من عصارة ومرارة الصَّبَّار.
دارت تجاعيد الأيام، ولا تظهر معالم الأمان.
لا أعرف ماذا أنصحك..!
كيف تتزين وتتلون بتَبَهْرَج الثَّعَالِب، قبل وجبة عشاء، تتنافس مع الغزلان، ولمعان شهوة خفية بألف وجه ولسان.
وتشارك في غواية رقصات شيطان، دائر حيران، تَجَمَّل في فَرْوَة الحملان .
وأنت ياصاحب! كيف صَمَتَ الزمن خلفك وأنت على صامت على هذا الحال.
منذ بداية مشوار دنيا الأحياء وأنت تسأل خطاك في هوس الاحلام، هل يتغير القدر وتتبدل الأسماء، وتمسك أنت بحبل البشر، وسطوة اللجام.؟
غريب أيها الحيوان..!
أنت دائما في ترحال إلي الأمام. تملك دفة الزمام، تقود الموكب وصاحب السوط خلفك، في حالة إسترخاء وكبرياء، ينهق لو توقفت تلتقط الأنفاس. ويصرخ كأنك أنت الملام.
تنظر إلى قوس الأمان والأمل تريد أن تعبر حاجز الزمان. وتفهم حقيقة وجودك مع الكائن الناطق.
من منكم يفهم الآ خر ياترى ؟
، كلاكما حيران.
لا تفهم ما يقول، ولا يسمعك غير صراخ الطرشان، وأنت سائر مع قدرك وقدري وقدر كل إنسان.!
من يمتلك القدرة والتحمل وصبرك يا…حمار الحكمة، وحامل لقب بطولة الأثقال.
فكري عياد . لندن
فكري عيّاد فنان تشكيلي مصري مقيم في لندن.المملكة المتحدة
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد 0
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد, مختارات سينما ازيس 0
admin رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد 0
رحل عن عالمنا، فجر اليوم، السبت، الكاتب والسيناريست المصري الكبير وحيد حامد، عن عمر يناهز الـ 77 عاماً، عقب نقله إلى العناية المركزة في إحدى المستشفيات؛ إثر أزمة صحية تسببت في دخوله المستشفى، يوم الخميس الماضي .ومن المنتظر أن يٌشيع جثمانه إلى مثواه الأخير، بعد ظهر اليوم ، من مسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد..
admin رئيسية, كل جديد, يوسجي سينما إيزيس 0
عيون تجملت في ثيابهن، وحملت شقاوة فطرية، في حنايا الشوق تلهب أجسادهن.تبحثن عن سّاقِيَة الاِرْتِوَاء، من وهج لهفات هوجاء عابثة، تطحن صدورهن.تسبح وتذوب فى عروق نبضهن.
تتنهد في ثمالة، فوق نهود صبايا قمرات من كل الألوان، متعانقة في أحضان دافئة وناعمة، تطفأ ظمأ شغفهن، وهيامهن في نظرة رَغْبَة وشَهْوَة ، صَبابَة بيضاء شاردة متلَهْفَة ، وأخرى سمراء جامحة، تنادي حبيب القلب في جَرَّأَهُ ومُجُونٌ ،بلاخَجَّل، ونظرات عابثة فى شغب والتواء.
وعيون العذارى تطحن، وتلعق شهق دموعها، بزفرات على الخدود حمرة عِفَّة واِسْتِحْيَاء .
وسوداء بلا رداء، نزعت سترة ثياب الحِشْمَة والحياء. وعيونها شهية جاحظة ،مرتبكة من نظرات الكلمات، والظنون الكاذبة العوجاء.
كلهن نزعن الأكفان، وتَسَرْوَلَن بلباسَ مزركشة، بخيوط ذهبية مراوغة، تبعثرات اللذات، تهَتَّك أفكارهن.
موكب الدلال، عابر سبيل الحياة، صداه أنين مزمار ،في الأجواء الحالمة، سائر صامت مُمَزَّق بلا رداء، يسطر حواديت..
“كان ياما كان” ،
من همجية أهل الايام.
” جولييت” حبسة الغرام، خلف أسوار التنهدات ، بأنين وهمسات، تراقب لمحات الروح، “روميو” طائر يحلق ، في أفق السماء. تبحث عن فارسها، يمتطي صهوة الحب، ينادي على ست الحسان فى شرفتها. ولؤلؤة الجمال نعست في منامها. تجرعت الحب في كأس من سموم ، في حضن وصحبة حبيبها.
وياويلي منك ياليلة، من شغف ونشوة “لَيْلَى” وحيرَةِ اللَّيالي في شفق تبعثر ضوؤه على دُجُنَّة الظلام ، مازالت قبلاتها في الفضاء، سابحة شاردة هوجاء، تنظر حولها في خوف وإرتباك. تنتظر لمحة عَنْتَرَة “عنتر بن شداد”.
وتقرأ كلمات الولع، وهيام شفاه ترتجف من سطوة ونُفُوذ سلطان الحبيب. ( إِنَّني لَيثٌ عَبوسٌ ،لَيسَ لي في الخَلقِ ثاني)
“وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ ، وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيب.
وَهَلاكي في الحُبِّ، أَهوَنُ عِندي مِن حَياتي ،إِذا جَفاني الحَبيب.”
أما الحزينة ” سندريلا” ، إحتبست أنفاسها، ودموع العين فرشت غطاء حُرْقَة ،ولَوْعَة الألم ، وسادة تغطي محنتها.
برعشة يدها، تعاتب قدرها وقدرتها، وفقدان حظها، حائرة في شرنقة ولَوْعَة سجن، حبس الأحلام في دنيتها.
تتسآءل في لَهفتها، من يجد سر حذائها.!؟
أما أنت يا”بهية”، حكايتك، ما أحلاها من غنوة وحكاية.
جالسة في جلباب من ورود الشوك، تنوح ويبوح الأسى ،تحت وِشَاح غمَّتها،
تظللها الاشواق ، وتحتضن صندوق ماضيها وذكرياتها، تنتظر خطا فارس الأحلام.
وطيور الحب تتضاحك، على غفلتها وبرائتها. وتتغني وتغرد مع بيرم التونسي:
“يابهية وخبريني يا بويا، ع اللي قتل ياسين
قتلوه السود عينيا يا بويا، من فوق ضهر الهجين”.
و”احمد فؤاد نجم” زود الرواية جرعتين.
” ناس تمشي، وناس تجينا
واحنا متبعترين، ولا صاري ع السفية،
ولا مربط للهجين، والدنيا بتجري بينا،
واحنا متوخرين، يا بهية ولملمينا،
نطرح مليون ياسين”
وأهل المغنى تغنوا الحكاية. طَنطَنة ودّنْدَنَة خادعة في اللسان، وطَنِين الذباب يطرب، ويسري ويتسلل في هوس الأذان…
يابهية أنفاسك مازالت دايرة وهنية، في عبق المكان.
يادنيا الأمس وحلم الزمان، وبقايا حطام الإرث، بنيان حسنك وبهائك تسكع في زمن مُنَافِق أعْوَج، وتكسرت رمانة الميزان.
ماذا يدور في خاطرك الآن !؟
دنيا عبثية تعيش في لوحه الوهم والغثيان.
” الحقيقه” ..!
كلمة وغنوة زائفة، صناعة ومهنة للشعراء والأدباء، ثرثرة تباع بالمجان،
وٱهات مراهقة، وفراغ للشفاه.
عالم مُهان يتخبط في عتمة صناعة الأوهام.
مواويل ربابَة عتيقة، وقصص عبثية الأجواء، قابضة على الأذهان، تقذف جمرها فوق مواكب العشاق.
يا صبايا وقمرات الحب.!
أين ذهبت أيام “الرومانسية”، وخجل تلعثم البسمات !؟
وأسطر عبارات وكلمات، تحتضنها قصاصات الورق الوردية ، في خوف وإرتباك، من حسد وتطفُّل النظرات.
كل الوجوه ملامحها أشكال وهمية، مثل عروس لعبة أو دمية، تتزين بأصباغ وزيف وتلوينات.
لا تدري البيضاء من خمرية اللون، أو السمراء من كحيلة عسلية ، وعيون السوداء زجاجية زرقاء. الكل عرايا في الخواء أسوياء !
وكسوة الوجوه، مسخات من مسحات سطوة، وبطش مساحيق الطلاء.
من يعيد شريط ترنيمة وعُذُوبَة الحياة..!؟
جماليات الإعجاز وسينفونيات الماضي، وعبق الورود رحيقها روح الصفاء. وأعواد طلة القمرات الراقصه، في عفوية غريزية وبهاء.
دنيا متغيرة في فكرها، تلونت سحنتها بالصبغات، ٱثيرها يتمشي مُتَغَطْرِس في الأوحال.
قل وإفعل ما تشاء!
إن تمكنت وإِسْتَحْكَمت وإستوليت على مقاليد الصياح.
ولا تسأل خطاك !؟ أين ذهبت قوَّة الإبتكار والخَلْق، وفكر الأدباء !؟
ما عادت تجدي نفعا، وليس لها عنوان، مجرد تسطير ألقاب، وأسماء خواء جوفاء.
لبس الغباء سترة الحكماء. وإعتكف التعساء في الخفاء، وتسلط الجبناء في عباءة الأقوياء.
وبقايا الأيام تمتمة حائرة في الأفواه، يتيمة يائسة، تتحسر في ذُهُول ورِيْبَة على ما فات . ورواسب مشاعِر ٱحاسيس مغلفة في حنوط جفاف العمر على الجدران .
ماذا يدور في ذهن الأزمان حول زهوة الحياة!؟
بِدْعُ واستخفاف ومزايدات، في ساحة ساخطة متمردة ومتذمرة، وغوغاء التعساء.
مازالت ساقية الإرتواء دائرة ،في سباق مع طواحين الهواء.
فكري عياد . لندن
فكري عياد كاتب وفنان تشكيلي مصري مقيم في لندن. المملكة المتحدة
admin اصدارات كتب, رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد 0
صدر في مصر كتاب جديد بعنوان ” إسمي بولا .نادية لطفي تحكي ” للكاتب الصحافي الكبير أيمن الحكيم، نائب رئيس تحرير مجلة ” الاذاعة والتليفزيون”، الذي أمتعنا بالعديد من الكتب التي تتناول حياة الفنانين المصريين الكبار، من أمثال الفنان الملحن المصري العبقري المبدع بليغ حمدي، والفنانة الكبيرة والممثلة القديرة العملاقة هند رستم،.
زمن نادية لطفي
وفي تصريح لموقع “سينما إيزيس” ،بمناسبة صدور الكتاب الجديد – عن دار نهضة مصر – يقول أيمن الحكيم : ” …بصدور هذا الكتاب، أكون قد وفيت بالقسط الأول، من دين قديم في عنقي، لنادية لطفي ..الفنانة العظيمة ، والإنسانة النبيلة، التي أسعدني زماني ، بالقرب منها لسنوات، أتاحت لي أن أكتب عنها، بما يليق بقيمتها وتاريخها وزمانها ..
أيمن الحكيم
فهذا الكتاب ،هو شهادة على زمن نادية لطفي ..بناسه وأحداثه ونجومه وروعته ..وتتضاعف السعادة، أن صدور الكتاب، يأتي متزامنا مع عيد ميلادها، الذي كان حدثا سنويا ،يجمع كل محبيها ..وأتمنى أن تكون الظروف أفضل، عندما تحل ذكراها الأولى في أول فبراير، فيتجمع كل أصدقائها ومحبيها، ليحتفلوا بتلك الفنانة الاستثنائية ..لروحها السلام ” ..
ولاء عبد الفتاح
كاتبة وناقدة مصرية