تفاصيل عن العدد التذكاري من مجلة ” الكرمة” الخاص بالسينما المصرية يكشف عنها وائل سعيد


ويختم وائل سعيد بأن عدد مجلة الكرمة يبدأ بحوار بطل فيلم «16» الحائز على السعفة الذهبية، وينتهي بفيلم «لما بنتولد» الذي يمثل مصر في سباق الأوسكار 2021.
admin اصدارات كتب, رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد 0
صدر في مصر كتاب جديد بعنوان ” إسمي بولا .نادية لطفي تحكي ” للكاتب الصحافي الكبير أيمن الحكيم، نائب رئيس تحرير مجلة ” الاذاعة والتليفزيون”، الذي أمتعنا بالعديد من الكتب التي تتناول حياة الفنانين المصريين الكبار، من أمثال الفنان الملحن المصري العبقري المبدع بليغ حمدي، والفنانة الكبيرة والممثلة القديرة العملاقة هند رستم،.
زمن نادية لطفي
وفي تصريح لموقع “سينما إيزيس” ،بمناسبة صدور الكتاب الجديد – عن دار نهضة مصر – يقول أيمن الحكيم : ” …بصدور هذا الكتاب، أكون قد وفيت بالقسط الأول، من دين قديم في عنقي، لنادية لطفي ..الفنانة العظيمة ، والإنسانة النبيلة، التي أسعدني زماني ، بالقرب منها لسنوات، أتاحت لي أن أكتب عنها، بما يليق بقيمتها وتاريخها وزمانها ..
أيمن الحكيم
فهذا الكتاب ،هو شهادة على زمن نادية لطفي ..بناسه وأحداثه ونجومه وروعته ..وتتضاعف السعادة، أن صدور الكتاب، يأتي متزامنا مع عيد ميلادها، الذي كان حدثا سنويا ،يجمع كل محبيها ..وأتمنى أن تكون الظروف أفضل، عندما تحل ذكراها الأولى في أول فبراير، فيتجمع كل أصدقائها ومحبيها، ليحتفلوا بتلك الفنانة الاستثنائية ..لروحها السلام ” ..
ولاء عبد الفتاح
كاتبة وناقدة مصرية
admin اصدارات كتب, رئيسية, مختارات سينما ازيس 0
الصورة الأكثر شيوعا عن جابر عصفور في إطار حركة الفكر العربى المعاصر، تتمثل في كونه ناقدًا أدبيا كبيرًا موهوبًا، وأستاذًا بارزًا للأدب العربى، وذلك منذ أطروحاته الجامعية اللامعة الصورة الفنية فى التراث النقدى والبلاغى، وقراءة فى التراث النقدى، وبعدها عديد الكتب، ومنها زمن الرواية، وذاكرة الشعر، وفى محبة الأدب، والنقد الأدبى و الهوية الثقافية ، والرواية والاستنارة، وعوالم شعرية معاصرة، وتحولات شعرية، وتحديات الناقد المعاصر، وقصيدة الرفض، وزمن القص، وغيرها من الممارسات النقدية التى تزاوج ما بين التنظير والتطبيق النقدى.
منجز جابر عصفور النقدى، وفي الترجمة يكفيه ليكون واحدا من الكبار الذين أسهموا في تطوير الدراسات النقدية وإضفاء الحيوية والإبداع عليها، وذلك فى دأب واجتهاد وإخلاص، وخاصة فى تكييف النظريات الحداثية المعاصرة ذات المرجعيات الغربية- لتغدو قادرة على إنارة الأعمال السردية الروائية والقصصية- والشعرية المصرية والعربية فى اقتدار، وهو ما لم يستطع عديدون من النقاد المدرسيين أن ينجزوه، من ثم شكلت كتبه ومقالاته أهمية خاصة فى النقد العربى المعاصر.
كان يكفيه دوره البارز كناقد مبدع وحصيف وصناع . إلا أنه فيما يبدو لى أن صورة الناقد ودوره لدى الجماعة الأدبية ظلمت جابر عصفور المفكر العقلانى الشجاع، وكتاباته التى رفعت راية العقلانية فى مواجهة الفكر التقليدى والموروث النقلى المضاد للعقلانية الذى يُعادُ بثهُ وترويجه كجزء من الإيديولوجيا الدينية حول الإسلام العظيم، الذي حاول ولا يزال منظرو وحركيو الجماعات الإسلامية السياسية، والسلفيات الراديكالية أن يضفوا بعضًا من القداسة عليه حماية لهم من النقد التاريخى، وذلك على الرغم من أنه يُمثل إنتاجا وضعيًا وتاريخيًا بامتياز.
الخطاب الحداثى ل جابر عصفور عن العقلانية يستمد جذوره من التواشج بين العقلانية الأوروبية كمركز للحداثة، وبين التراث الكلامى الإسلامى الاعتزالى القرن الثالث الهجرى والرشدى- نسبة إلى ابن رشد فى القرن السادس الهجرى- الذى أدى إلى تحول علم الكلام إلى فلسفة، فضلا عن المقاربات العقلانية فى الفكر المصرى الحديث، وخاصة لدى أستاذنا العميد طه حسين. إن نظرة طائر على مؤلفات جابر عصفور المفكر تشير إلى إنتاجه الغزير المؤنق فى لغته المتميزة وسلاستها ودينامياتها، وإنتاجها للمعنى، والجدة فى المقاربة لموضوعاته على الرغم من أن بعض الكتب نشرت منجمة قبلاً حول قضاياها، من مثيل التنوير يواجه الإظلام، ودفاعا عن التنوير، وهوامش على دفتر التنوير، وأنوار العقل، وآفاق العصر، وضد التعصب ، ومواجهة الإرهاب ، والتنوير والدولة المدنية، وتحرير العقل، ومعركة الحداثة ، وقاطرة التقدم. العناوين كلها تشير إلى هموم مفكر مصرى وعربى، اشتبك مع سلطة منظومات الأفكار السلفية والنقلية المعادية لسلطان العقل الناقد، وتحملها جماعات سياسية، ترمى إلى فرض سيطرتها على العقل والروح والإنسان فى بلادنا، وفرض هندساتها على نظام الحياة سعيا وراء الوثوب إلى السلطة السياسية.
ثمة ثلاثة كتب تكتسب أهمية خاصة فى المسار الفكرى ل جابر عصفور هى نقد ثقافة التخلف، وعن الثقافة و الحرية ، ودفاعا عن العقلانية الذى صدر أخيرا، ويعد من أهم الكتب التى صدرت هذا العام 2020 الثلاثية السابقة هى ممارسة نقدية لمجمل القضايا التى يثيرها الواقع الموضوعى وإنتاج العقل النقلى المسيطر وجماعاته السياسية، وظواهرها، التى تعبر عن حالة التردى التاريخى والاضطراب الفكرى، وسطوة الظواهر الميتاتاريخية بما تنطوى عليه من أشكال للتدين المهجنة بالتأويلات الشعبوية، والموروث الشعبى الوضعى، والنزعات الاتكالية.. إلخ.
الكتاب يؤصل لتأسيس العقل والعقلانية فى إطارها الحداثى، وإلى جذور العقلانية الإسلامية، وارتباطها بالتجريب، فضلا عن طلائع المنويين الإسلاميين من الطهطاوى، إلى محمد عبده، وعبد المتعال الصعيدى، ومحمود شلتوت، خاصة أن الأستاذ الإمام محمد عبده اعتبر أن الأصل الرابع من أصول الإسلام هو عدم التكفير، وهو ما ناهضته التيارات السياسية والسلفية التى رفعت التكفير كسلاح فى مواجهة المخالفين لها. ثم تركيزه على الميراث التحررى السياسى والدستورى بعد ثورة 1919، ودستور 1923، ودور الجامعة وثورة العقل الجامعى ابن الانفتاح على الغرب وحركة البعثات لأوروبا على نحو ما قام به طه حسين فى الشعر الجاهلى، إلى ضرورة عقلنة الدولة.
من أهم أقسام الكتاب تحولات عقد السبعينيات فى القرن الماضي، وتوظيف السادات للحركة الإسلامية سياسيا كسند للشرعية وأداة للتبرير، وللتعبئة الاجتماعية.. الخ ثم التناول الرصين لقضية نصر حامد أبو زيد ودلالاتها، ورمزيتها على هيمنة العقل النقلى السلفى، واستخدام سلاح التكفير ضد سلطان العقل الناقد علي نحو أدي إلي إنتاج العقل المعتقل اذا شئنا استعارة الكاتب البولندي تشيسلاف ميلوش، نوبل في الأدب 1980، الذي ادي الي تراجع الفكر الإبداعي ووصل ما انقطع علميا وفكريا مع مدارس الفكر الكوني وعوالمه الأكثر تطورا.
كتاب مهم ورصين يمثل مرافعة عن العقل الحر الناقد الذي يرتكز علي مواصلة الموروث الاعتزالى والرشدى، وعقل الحداثة ، وإرثنا المعاصر فى هذا المجال.
د.نبيل عبد الفتاح
عن جريدة ” الأهرام ” بتاريخ الخميس 24 ديسمبر 2020
د.نبيل عبد الفتاح كاتب ومفكر مصري .مركز الأهرام الاستراتيجي
admin اصدارات كتب, رئيسية, كل جديد 0
تعليم السينما، حضارة السلوك الكبرى كما أحب أن أسميها، هي الموضوع الرئيسي، إضافة الى موضوعات أخرى متميزة وجادة وشيقة، في العدد الجديد 13 من مجلة ” الفيلم “، الصادرة عن “جمعية النهضة العلمية والثقافية “جزويت القاهرة، والتي يترأس تحريرها الأستاذ سامح سامي، و كان لي شرف المشاركة في تأسيسها وتحريرها،مع الأساتذة الروائي فتحي إمبابي، ورئيس نادي سينما الجزويت الأستاذ حسن شعراوي، وبرعاية من الأب وليم سيدهم رئيس جمعية النهضة العلمية والثقافية . جيزويت مصر.
ويضم العدد الجديد 13 المقالات والدراسات التالية :
تعليم السينما … تجديد الزهن/ سامح سامي
الهاراكيرى بعيون كوباياشي / سارة سيد
هكذا تعلمت السينما /هاشم النحاس
” محسن التوني ” عميد معهد العالي للسينما / صفاء الليثي ،إسلام أنور ، أمنية عادل
د.أشرف محمد.. رئيس قسم السيناريو : أرفض أن أكون ( مجرد أستاذ )صفاء الليثي ،إسلام أنور ، أمنية عادل
المونتيرة د. رحمة منتصر : الطلاب اليوم منطلقون وواثقون بأعمالهم /صفاء الليثي ،إسلام أنور ، أمنية عادل
د. عزة حليم أستاذ ” قسم المونتاج ” لدينا آلية ومؤتمر علمي لتطوير المناهج صفاء الليثي ،إسلام أنور ، أمنية عادل
سعاد شوقي مدرسة قسم الإخراج : لا أحبذ التعليم الموازي صفاء الليثي ،إسلام أنور ، أمنية عادل
رئيس قسم هندسة الصوت ..د.يسرى المناديلى : لا نعلم صنايعيآ /صفاء الليثي ،إسلام أنور ، أمنية عادل
محمد شفيق مدرس التصوير : من الأحلام الممكنه ” إلي الفندق “/صفاء الليثي ،إسلام أنور ، أمنية عادل
مرثية حزينة لمعهد السينما دفعة 2017/ خالد الفارس
متعلمتش حاجه في المعهد /شهاب الخشاب
د.وليد سيف : الرغبة في تملق المجتمع تجعلنا نقدم فنآ تابعآ /حاورته أمل ممدوح
الطريق الشاق إلي معهد السينما /شعبان يوسف
سعيد شيمي : عملت مع أربعين مخرجآ روائيآ والتفاهم شرط أساسي لنجاح الفيلم / حوار حسن شعراوي وعزة إبراهيم
السينما في الجامعة / سلمي مبارك
الفلسفة والسينما .. من إلتباس العلاقة إلي ممكنات الحوار/ بدر الدين مصطفي
أكاديميات السينما الخاصة بين تحقيق حلم الشباب والنصب بأسم الفن/ محمد لطفي
اكاديمية الميهي… عبق ازمن القديم وتدريس السينما الحديثة/ هناء ثروت
مدارس السينما في لبنان الأب بورج أوليفيية اليسوعي
تدريس كيفية الوصول لتجاوب الجمهور مع السينما في جنوب أفريقيا/ عزة خليل
شهادة عن دراسة وتدريس السينما في كندا / مي التلمساني
السينما التشيلية .. عشر سنوات في المنفي زوزانا بيك / ترجمة عزة خليل
مدرسة السينما الإيطالية إيمان عز الدين
تعليم الأطفال السينما عبر التدريب في أمريكا اللاتينية ارميدا دي لا جارزا / ترجمة عزة خليل
دليل شراكة تعليم السينما والمجال السمعي البصري/ ترجمة : لطفي السيد منصور
تعليم صناعة الأفلام في هونج كونغ ستيفن تشان / ترجمة أدهم حسن
مدرسة هافانا للسينما .. فاتيكان صناعة الأفلام بقلم كريستوفرباين / ترجمة محمد طارق
مدرسة جوبلان .. ” اللمسة الفرنسية ” في دائرة الضوء/ الأب يوسف عبد النور اليسوعي
درس الصورة وبرهان الصوت/ مروان فوزي
كتابات تأسيسية في الثقافة السينمائية /أروي تاج الدين
جولات سينمائية بين دفتي كتاب/ خالد عبد العزيز
أفلام توفيق صالح .. السينما التي نريدها /كرم نوح
محمود طاهر لاشين ” رائد القصة القصيرة ” /فتحي السيد فرج
خيري بشارة ..مزاج الروائئ بالتسجيلي والتبشير بسينما مصرية جديدة/ وفاء السعيد
أبي… حكاية فيلم منزلي/ محمد عادل
لعبة المفردات تتغلب علي مرض السرطان في فيلم wit /مرام صبح
أيام الفيلم اللبناني .. هنا بيروت من القاهرة /وفاء السعيد
حصاد الدورة 39 لمهرجان القاهرة السينمائى / عزة إبراهيم
معرض ” الرحيل ” .. إطلالة أخيرة قبل الوداع /أمنية علي
رسالة من رولان بارت إلي أنطونيونى/ لطفي السيد منصور
ميني كايرو … مدينة الأفلام / أمنية على
صورة غلاف العدد الجديد 13 من مجلة الفيلم يظهر فيها الأستاذ مدير التصوير الفنان سعيد شيمى بصحبة أبنه شريف شيمى خلف الكاميرا أثناء تصوير فيلم ” مسافر بلا طريق” إخراج علي عبد الخالق 1976
والجدير بالذكر أنه يوزع أيضا مع العدد كتاب ” السينمات البديلة ” للدكتور مالك خوري
وتستعد جمعية النهضة العلمية والثقافية .جيزويت مصر خلال شهر ديسمبر المقبل لاستقبال دفعات جديدة لمدارس السينما التي تشرف عليها مثل مدرسة السينما بالقاهرة ،ومدرسة السينما التسجيلية بالصعيد، ومدرسة الرسوم المتحركة.
سارع بإقتناء هذا العدد الممتاز 13 – لتعليم السينما وتجديد الذهن- من مجلة ” الفيلم “، وقبل أن ينفذ بسرعة من الأسواق
صلاح هاشم
admin اصدارات كتب, رئيسية, كل جديد 0
admin اصدارات كتب, رئيسية, شخصيات ومذاهب, كل جديد, نزهة الناقد 0
admin اصدارات كتب, رئيسية, لف الدنيا 0
صلاح هاشم – الحصان الشارد من قلعة الكبش- بريشة الفنان الكبير جورج البهجوري
يصدر قريبا للكاتب والناقد والمخرج السينمائي المصري صلاح هاشم المقيم في باريس .فرنسا كتاب في أدب الرحلات بعنوان ” لف الدنيا. من قلعة الكبش الى بلفيل ” يسجل فيه صلاح هاشم الرحالة في ماهو أقرب الى السيرة الذاتية تأملاته وإنطباعاته عن الأماكن التي زارها، والمدن التي دخلها، والأشخاص الذين التقي بهم المبدع الكبير في رحلاته وأسفاره وتحقيقاته تحت بوابات العالم، منذ بداية إحترافه كأديب للصحافة في مطلع الثمانينيات وتنقله في العديد من المناصب الصحفية في العديد من المؤسسات الصحفية الكبرى والاصدارت مثل ” الوطن العربي ” و ” كل العرب” و ” الأهرام ” ودار الصحافة العربية” في لندن وغيرها عبر مسيرته الصحفية الكبيرة وتنقلاته بين القاهرة وباريس ولندن وكوبنهاجن و عواصم ومدن العالم الكبرى، صار يمثل الآن ” حالة خاصة ” في المشهد الإعلامي العربي
موقع سينما إيزيس الجديد الذي إنطلق في نهاية شهر ديسمبر 2010 والذي تأسس على يد صلاح هاشم في باريس عام 2005 ويعتبر الآن أحد أهم المواقع السينمائية العربية على شبكة الانترنت سوف ينشر قريبا فصول الكتاب الجديد على حلقات في باب ” لف الدنيا “
الوطن الآخر.سندباديات صلاح هاشم مع المهاجرين العرب
والمعروف أن الأديب والناقد والمخرج صلاح هاشم الذي ” لف الدنيا” صاحب باع طويل في أدب الرحلات، وكان صدر له كتاب ” الوطن الآخر.سندباديات في شوارع أوروبا الخلفية مع المهاجرين العرب ” الذي يوثق فيه لأوضاع الهجرة العربية في فترة الثمانينيات في 13 دولة أوروبية، من خلال مجموعة كبيرة من سندبادياته، و التحقيقات الميدانية التي أجراها بنفسه،و نشرت خلال فترة تزيد على الخمس سنوات في باب ” العرب في العالم ” الذي كان هاشم يتولى تحريره والإشراف عليه أثناء عمله في مجلة ” الوطن العربي ” التي كانت تصدر من باريس في فترة الثمانينيات، ويعتبر الكتاب” أوديسة الهجرة العربية” في المكتبة العربية، وكان صدر في 3 أجزاء عن دار ” الآفاق الجديدة ” في بيروت . لبنان عام 1981، وسوف تصدر الطبعة الثانية من الكتاب قريبا عن الهيئة العامة للكتاب برئاسة د.هيثم الحاج في مصر
ولاء عبد الفتاخ
admin اصدارات كتب, رئيسية, كل جديد 0
admin اصدارات كتب, رئيسية, كل جديد 0
في تقديم لصفحة ” كتب ” في جريد ” الأهرام ” العريقة كتبت الصحافية هبة عبد الستار المشرفة على الصفحة تقول ” ..
فى صفحة “كتب” بالأهرام اليوم، نستكشف ماهى الهشاشة البيضاء، وما علاقتها بالعنصرية ؟ وهل يمكن أن يؤدى ارتفاع مبيعات كتب العنصرية، منذ مقتل جورج فلويد، إلى تغير ثقافى واجتماعى؟ وكيف تأثرت صناعة الكتب والنشر باحتجاجات “حياة السود مهمة” ؟. ونبحر بين نغمات موسيقى الجاز”هدية السود” إلى أمريكا، لنتتبع جذور الجاز الأفريقية، وتحولاتها الثقافية والاجتماعية، وارتباطها بقضايا التحرر ومكافحة العنصرية، ولا نغفل تداول تلك النغمات الساحرة، واندماجها فى الفن والموسيقى المصرية. وفى الأدب، نرصد اثنين من أبرز الروايات الأمريكية وأكثرها مبيعا حاليا ،والتى تناولت موضوع العنصرية والعلاقات بين البيض والسود، لنرى كيف يمكن للأدب، أن يعكس بدقة، التحولات الاجتماعية. وأخيرا نبرز مجموعة من الأعمال الأدبية المهمة، التى تهدف لتمكين الأطفال، وغرس قيم التقبل والتنوع داخلهم ،دون تشويه نظرتهم لذاتهم.”.وهنا ماكتبته داليا عاصم، عن كتاب “موسيقى الجاز.نشأة وتطور موسيقى السود في أمريكا ” لصلاح هاشم في الصفحة..
**
صلاح هاشم يقدم خارطة موسيقية سينمائية لموسيقى الجاز
بقلم
داليا عاصم
“الجاز هدية الزنوج إلى أمريكا.. وهدية أمريكا للعالم” هكذا كانت الأديبة الأمريكية الراحلة توني موريسون الحاصلة على نوبل، تصف موسيقى الجاز ذات الجذور الأفريقية. وبهذه المقولة يقدم الناقد الفني صلاح هاشم لكتابه “موسيقى الجاز.. نشأة وتطور موسيقى السود في أمريكا”..
لموسيقى الجاز سحر آخاذ، هي الأنغام ذات الإيقاعات الارتجالية، التي عرفت كيف تحول المعاناة والألم ،لألحان تشبع الروح بالبهجة والاسترخاء ،لتفرض أنغامها عالميا ،وتنصهر مع المقامات الموسيقية عبر القارات..
يتتبع المؤلف بأسلوب ممتع، تاريخها من نهايات القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أنها : “..تلخص رحلة العبد الأفريقي، المختطف في العالم الجديد، ثم نضالاته من أجل الحصول على حريته ،وحقوقه المدنية إسوة بالأمريكي الأبيض، ومن هنا صار الجاز صوتا لحرية، شعب أمريكا الزنجي المضطهد، وتصويرا لمأساة العبودية، التي عاشها، ومازالت جرحا لم يندمل بعد.. مازالت مظاهرات الاحتجاج ضد القمع البوليسي، الذي يمارس على شعب أمريكا الأسود، ووصل إلى حد القتل، تهبط بين الحين والحين إلى الشارع، وما زال الجرح الأمريكي ينزف.”..
بغلاف يظهر ملك الجاز الأمريكي لوي أرمسترونج، يعزف الجاز لزوجته تحت سفح الهرم ،مواجها رأس أبو الهول، وعبر 155 صفحة من القطع المتوسط ، يأخذنا المؤلف في رحلة، تبدأ من القرن السادس عشر ،حين بدأ البرتغاليون استكشاف أفريقيا ،ومن ثم العالم الجديد ما وراء البحار، حيث بدأت تجارة العبيد من أفريقيا إلى أمريكا. ويرى هاشم، أن الجاز اقتطع من موطنه الأصلي أفريقيا ،وحمل قهرا إلى أمريكا ،ويروي في سرد يمزج التوثيق الموسيقي بالسينمائي، تاريخ فن الجاز متتبعا رموزه مثل: لوي أرمسترونج، ونينا سيمون، ومايلز ديفيز. ويلفت إلى أن للجاز بصمة ، في عالم السينما؛ فأول فيلم ناطق في تاريخها كان فيلم” مغني الجاز” عام 1928..
الأمر المميز في هذا الكتاب، أنه يبحر بالقاريء عبر تاريخ الجاز، إلى تاريخ العنصرية في أمريكا، ما يعطينا مقدمة عميقة، للجذور التاريخية، لأخطر قضايا المجتمع الأمريكي ، ويفسر خروج “الأفروأمريكيين” في أكبر احتجاجات يشهدها العالم حيال العنصرية، بالرغم من إلغاء تجارة العبيد، منذ أكثر من 150 عاما.
الجاز ولد تعبيرا فريدا عن الحرية، عبر الرقص والارتجال الموسيقي، وكبوتقة منفتحة على ألوان الموسيقى التقليدية العالمية، ويكشف هاشم إلى أن ثمة علاقة، بين الإسلام والجاز؛ إذ اعتنق الدين الإسلامي عدد كبير من موسيقي الجاز ومطربيه، ويذكرنا بأسماء بعضهم مثل عازف الساكسفون الأمريكي جون كولترين وعازف الكلارنيت الأمريكي يوسف لطيف، وعازف البيانو عبد الله إبراهيم، وهو أشهر موسيقار في جنوب أفريقيا ، وعرف بـ”مانديلا الجاز” حيث وظف أغانيه في محاربة نظام الفصل العنصري..
يؤكد المؤلف أن الجاز هو أسلوب وفلسفة حياة وينقب فيما كتبه المؤرخون عن نشأة هذا الفن ،مستشهدا بما كتبه المؤرخ الموسيقي جيمس لينكولن كولييه “..حمل الانسان الأفريقي الأسود معه أفريقيا في ذاكرته، وتقاليده الموسيقية، واستطاع أن يطوعها للظروف الجديدة، التي كان يعيشها في مزارع الدخان والقطن، فابتكر أغاني العمل، والأغاني الروحانية، وصيحات الحقول، ثم انبثقت أغاني البلوز”.ويلفت إلى أن استخدام الأبواق والطبول، كان محرما في الجنوب الأمريكي، فقد خشي أصحاب المزارع، أن تكون بمثابة إشارات بين العبيد، تدعوهم للتمرد والثورة..
ولدت موسيقى الجاز على نهر الميسيسبي، في مدينة نيو أورليانز، لتنتشر في الولايات الأمريكية في العقد الأول من القرن العشرين. وبدأت تتطور وتأخذ من ألوان الموسيقى الآخرى، التي كانت تعزفها الأقليات في أمريكا ومنها: موسيقى البولكا البولندية ،وموسيقى أمريكا اللاتينية، مثل السامبا والصلصا.وحرص المؤلف على اكتمال الصورة لدى القاريء، فقدم قراءة في سينما “الزنوج” ، وتوثيقها لأشكال المقاومة العنصرية بأنغام الجاز. وبحصافة الناقد السينمائي، قدم دليلا لأفلام هوليوود، التي تطرح قضايا الزنوج ،في إطار هيمنة الثقافة البيوريتانية” الانسان الأبيض”، لافتا إلى صنع هولييود ، صورة ذهنية سلبية عن الزنوج، ما أدى لظهور سينما طليعية خفية” أندر جراوند” من صنع الزنوج أنفسهم، والتي ارتبطت بالحركات التحررية السوداء في أواخر الستينات..
الكتاب الصادر عن مركز الحضارة العربية للنشر عام 2019، يجيب عن تساؤل هام ألا وهو: كيف توثقت العلاقة بين موسيقى الجاز، والسينما؟ ويتناول مع بعض الأمثلة، توظيف السينما لموسيقى الجاز، كجزء من السرد السمعي، عوضا عن الحوار بين أبطال الأفلام. فحضور الموسيقى هنا ، ركن رئيسي من أركان الفيلم ومن البناء الدرامي له..
ويتتبع المؤلف قصة موسيقى الجاز في مصر ،مع أيقونتها الموسيقار يحيى خليل، حيث وظفها في ألبوم ” شبابيك” للنجم محمد منير ،وحقق مبيعات فاقت الـ 300 ألف نسخة في مصر وحدها، والذي وظف فيه إيقاعات الجاز. ومن خلال حوارات سابقة للمؤلف مع يحيى خليل، نتعرف على مزجه بين الايقاعات الغربية والشرقية وعلى رحلته مع موسيقى الجاز..
وندلف مع صلاح هاشم لعالم الجاز، بقائمة أغنيات، لعمالقة موسيقى الجاز والأغنيات التي تعتبر كلاسيكيات، وروائع هذا الفن الارتجالي بامتياز..
ويشير المؤلف لأهمية موسيقى الجاز ،وأثرها في الثقافة العالمية/ ما دعا اليونسكو على إعلان اليوم العالمي لها في 30 إبريل من كل عام، اعترافا بقوة هذه الموسيقى ،في ترسيخ السلام والحوار بين الشعوب. وهو ما دعا المؤلف لإقامة مهرجان بعنوان” جاز وأفلام”. ويذيل الكتاب، ببعض المعلومات عن المهرجان وأهدافه..
داليا عاصم
admin اصدارات كتب, رئيسية, مختارات سينما ازيس 0
كان ذلك، ذات غروب، في “فندق الرشيد” في بغداد، عندما سمعتُ درويش يقول، بعد أن تناول سماعة الهاتف: “… أهلا بكِ”. قمتً طالبًا مغادرة جناحه، فكان أن قال لي: “لا، أرجوكَ. ابقَ معي… لن يطول الحديث معها”.
بعد قليل، فتحَ درويش الباب من جهة الصالون، حيث كنا نجلس، وإذا بصبية ذات ضفيرة ممتدة على ظهرها، وعينَين تبرقان بأكثر من الكلمات المتعثرة فوق شفتَيها، تقف مقابلنا. ارتبكتْ بمجرد دخولها إلى الغرفة، بمجرد السلام بالأيدي بينها وبين… شاعرها الحبيب. دعاها إلى الجلوس. ترددتْ. تعثرتْ في مشيتها، ثم جلستْ، بعد أن سوَّتْ قعدتَها، وشدَّتْ بفستانها على ركبتَيها. كان درويش شديد البرودة، بينما كنت أراقب من دون كلام ما يجري أمام ناظري. راحت الصبية الفلسطينية، التي كانت تدرس الهندسة الكهربائية في بغداد، تتقاذف جملًا من بين شفتَيها، بعد أن حفظتْها وكررتْها في صدرها، إلا أنها ما أن طلبت استعادتها حتى تعثرت فيها، فكانت تأتي الجملة مقطوعة من طرفها، أو تأتي هذه قبل تلك…
قالت الصبية ما في صدرها، إلا أن التماع عينيها، وارتباك أصابعها، وارتجاف ساعدَيها فوق حضنها، كانت تشي بأكثر مِما تقوله الكلمات والحركات.
قالتْ ما عندها، ما في جعبتها، و… انتظرت. شكرَها درويش على كلامها، من دون أي إضافة مزيدة. ارتبكتْ الصبية، بعدما ران الصمت بينها وبينه. وقفتْ، واستأذنتْ بالخروج. رافقَها درويش في اتجاه باب الصالون. قلتُ في نفسي: المشهد ناقص! قبل أن تخرج الصبية، وتغلق الباب وراءها، عادت على أعقابها، بل استدارت، فيما كان درويش يستعد للاستدارة لكي يعود إلى جلسته السابقة، وبادرتْه بجملة لم تُعدّْ لها قبل الموعد، لكنها أدارتها في صدرها قبل شهور وسنوات، وحدها مع نجمِها: لو كان لي أن أختار زوجًا لي، لاخترتُكَ.
قلتُ في نفسي: اكتملَ المشهد.
كان ذلك في باريس. التقتْ عيناها بعينَيه في بيتي، في عشاء نظمتُه زوجتي وأنا، إثر خروج درويش سالمًا من بيروت غداة الاحتلال الإسرائيلي لها. كانت مدعوة إلى العشاء بحكم كونها جارتنا في بناية مقابلة لبنايتنا في الدائرة الثالثة عشرة في باريس، وبحكم كونها تكتب الشعر بدورها، ولكن بالفرنسية. علمتْ بحديث العيون بعد شهور، عندما طالبتْني جارتنا (بدل ذكر اسمها) باللقاء معًا خارج بيتي أو بيتها، وهو ما كان، في مطعم: اختارت – وهي من عائلة تونسية بورجوازية – مِما لها أن ترويه من قصة غرامهما. كانت مرتبكة، ووميض عينَيها لا يتوقف عن اللمعان، وإن يتخله أحيانًا خفوت مريب. تحادثني، فيبدو عليها أحيانًا كما لو أنها تحادث نفسها، كما لو أنها تريد إقناعي بما تقوله، إذ تقوله لي من دون غيري، وللمرة الأولى. كانت أكيدة ومترددة في آن. تسعى إلى التقدم، لكنها تطلب التأكد من خطواتها.
كانت رقيقة مثل بطلة رومنسية ملتاعة في رواية لتولستوي.
كنتُ أستمع إلى ما تقوله متقطعًا من دون أن أعلم المقصود من سردها هذه الأخبار المتطايرة على مسامعي عَما جرى لها معه منذ العشاء في بيتنا. لم أعلق. لم أوقفْها. نركتُها تحكي، مدركًا صعوبة ما تقوله إذ تقوله. وإذا بالجملة الصاعقة تُنهي كلامها المتعثر والمتمادي: هل تعتقد أن درويش سيتزوجني؟
راعني ذلك الموقف، وحرتُ جوابًا على ما تطلبُه مني. سألتُها: ما الذي دعاكِ إلى التوجه صوبي؟ فأجابتْ بتصميم مثبتةً نظرها في وجهي – لأول مرة في تلك الجلسة: لأنني عرفتُ، في أحاديثي مع محمود، أنك أعدتُه إلى رشده، عند تأزم علاقته بزوجته رنا، وتسارعِها صوب الطلاق. كنتُ بين المستمع والمتشكك مِما كانت ترويه. كانت جملتها الأخيرة أقرب إلى إفشاء سر، وهو ما لا يتحدث به درويش لهذا أو لتلك من العابرين والعابرات في حياته.
لم يتكرر هذا الحديث مرة ثانية. لم أستعدْه، أو تستعدْه معي، في جلسة تالية، على الرغم من لقاءاتنا معًا، أو مع درويش. فقد دعاني إلى عشاء معهما، في غمرت، في ضاحية تونس ذات الألق المتوسطي. تنبهتُ، في عشاء المطعم البحري – وكنت أجلس قبالتهما -، أن يده اليسرى كانت تختفي من على الطاولة، في الوقت الذي تختفي فيه يدُها اليمنى بدورها، في حوار لطيف ما كان يخفيه البريق في عيونهما الثابتة في وجهي.
لم يكن الوقت كافيًّا بعد العشاء، وبعد الانتقال إلى الدارة التي استأجرَها درويش في سيدي بو سعيد، لتأمل جمالاتها، إذ وجدتني مضطرًا لمغادرة المكان لأكثر من سبب: بات وجودي عائقًا أمام ما له أن يمتدَّ بينهما في امتداد أصابعهما، عدا أنني كنت أقيم في فندق “أنترناسيونال”، وسط شارع الحبيب بورقيبة، في مدينة تونس، على مسافة تزيد على عشرين كيلومترًا.
وجدتُني في المكان الغلط، ولكن كيف الخروج من الدارة، ولا سيارة أجرة في المدينة الصغيرة، في ذلك الشتاء القارس! ضحكتُ، عندما دعاني درويش للنوم في غرفة الأصدقاء. لم يكن أمام جارتي سوى نقلي بسيارتها الفرنسية الخفيفة إلى المدينة. لم ندرك ليلتَها، هي أو أنا، هول العاصفة الناشبة في طبيعة تونس، ولا في ذلك اللسان البحري الممتد بين الضاحية ووسط العاصمة. هذا ما تحققتُ منه في اليوم التالي، عندما استعدتُ الطريق نفسها، فتنبهتُ إلى الأشجار العالية المنتَزعة من جذورها، والمرمية على أطراف الطريق البحري. لم أكن أدرك ليلتها هولَ العاصفة، لأن نظري الكليل حال دون ذلك، فيما كان المطر يحجب النظر من زجاج السيارة. وهي لم تكن تدرك بدورها لأن عاصفة أخرى كانت تنشب في أطرافها، ولا سيما في كلامها المشبوب عن حبهما.
جارتي لم تتزوج من محمود، لكنها سارعت إلى فيينا للاطمئنان عليه بعد عملية القلب الأولى التي أجراها. هذا ما أبلغتْني به بعد وقت… ذلك أنني لم أكمل حديثي معها عن زواجها المحتمل منه، إذ قلتُ لها بأنه لا ينوي الزواج من أحد، على ما أظن، بعد فشل زواجه من رنا قباني، زوجته الأولى. لم يكن هذا جواب درويش لي، إذ تناولتُ أمامه بشكل غير مباشر الحديث عنها (بعد عشائها معي، وطلب الاستفسار)، فكان أن أجاب جوابًا أظهرً لي بأنه لا يبادلها الغرام عينه.
لم يكن يصلح درويش للزواج، على ما تحققتُ أكثر من مرة معه: في المرة الأولى مع رنا قباني، ابنة السفير السوري صباح قباني، أخ الشاعر نزار قباني. وهي قصة معروفة بتفاصيلها، ولا سيما زواجه منها بعد أمسية شعرية، في النهار عينه، وانتقالها معه إلى بيروت، ثم إلى باريس. التقيتهما معًا أكثر من مرة، في مكاتب مجلة “الوطن العربي”، أو في مقهى أو في مطعم بباريس، من دون أن أعلم مكان سكنهما في تلك الشهور القليلة من سنة 1979 في باريس. كان يبدو عليهما التوتر غالبًا، ولا سيما الصمت من قبلها.
أسرَّ إليَّ درويش، مرة، أنه طلَّقَها ثم تزوجها مرة ثانية، مضيفًا أنني من أعدتُه إلى الزواج منها من جديد. لم أعلم، يومها، سبب كلامه هذا، بعد سنوات على طلاقه القاطع معها؛ وعندما طلبتُ الاستيضاح منه عن ذلك، قال لي: إنها مزحة.
كان درويش شديد التكتم، قليل الإفصاح، في نوع من “الحماية” الأمنية، المستدامة له، فكيف في حياته الزوجية أو الغرامية! كان يروي أحيانًا الحكاية وعكسَها لي، أو يرويها لغيري في حضوري بصيغة أخرى. أهذه من عادات “النجم”؟
غير أن درويش يبدد، في أحوال أخرى، ما كان قد شاع عنه، فكيف إن شارك في تبديد الحكاية نفسها اثنان: درويش نفسه وصديقه سميح القاسم. كان ذلك في جلسة، في أحد المطاعم اللبنانية، في باريس، في دعوة غداء أردتُها لي معهما لإنهاء الخصومة بينهما: “على صحن كبة”، كما كتبتُ الخبر (مرفقًا بالصور) في مجلة “كل العرب”. سألتُ درويش – في لحظة تباسط الأخبار بين صديقين تباعدت المسافات والأخبار بينهما – عن حقيقة غرامه بالمطربة نجاة الصغيرة، فكان أن تعاونا معًا على روايتها.
قال درويش إن الخبر ذاع بعد أن دبَّجَه أحد الصحفيين المصريين، مِمن كانوا يعملون في نشر أخبار مدفوعة الثمن عن نجمات ونجوم مصريين، ومن بينهم: نجاة الصغيرة. نشر الصحفي خبرًا، بعد عشاء نظمَه أحمد بهاء الدين (“الراعي” الأول لوجود درويش في القاهرة بعد حلوله فيها قادمًا من موسكو)، أفاد فيه أن “أطراف قصة إعجاب متبادَل نشأت في ذلك العشاء بين الشاعر (الذي فاز بنجوم الشهرة الأولى) والمطربة الشهيرة، التي حلَّتْ إلى جانبه في العشاء. أما تتمة الحكاية فقد استكملَها القاسم: كان درويش، قبل رحيله من إسرائيل، قد طلب من القاسم أن يَبقى على صلة بأمه للعناية بها. فكان أن تبلغَ القاسمَ، في مكاتب الجريدة في حيفا، أن حورية، أم درويش، تطلب منه المجيء على عجل إلى بيتها: انتقلتُ، يومها، على وجه السرعة، فإذا بالوالدة غاضبة، حانقة من تصرفات ابنها محمود الرعناء… بلغ الأمَّ، من إحدى صاحباتها، أن محمودًا مقبلٌ على زواج قريب من… نجاة الصغيرة، السيئة السمعة… لم يكن أمامي (يتابع القاسم)، وأنا ما كنتُ على علم بهذا الخبر أساسًا، سوى التخفيف من صدمتها، فكان أن قلتُ لها: لا، يا عمتي. نجاة الصغيرة ليست سيئة السمعة، وهي ليست مطربة في كباريه… إنها مُنْشِدَة. ارتاحت عمتي حورية لكلامي، وعرفتُ بعد وقت أنها كانت تترك الإذاعة المصرية “شغّالة”، وعندما كانت تستمع إلى أغنية لنجاة، في حضور غيرها، كانت تُنهيهم عن التكلم، صارخة: اسكتوا… اسكتوا.. هادي كنتنا (الكُنَّة) المُنشِدة بتنشد.
يومها، لم نتوقف عن الضحك والتعليق بين خبر وآخر، إلا أن الضحكة الأقوى انطلقت بعد أن
سأل درويش القاسم: أقالت أمي فعلًا أن تصرفاتي… رعناء؟
“غراميات” درويش معروفة في بعض أخبارها، ولا سيما غرامه ممن جعل لها اسم: ريتا، التي باتت على كل شفة ولسان مع غناء مارسيل خليفة القصيدة التي حملتْ اسمها. تعرَّف إليها في ريعان شبابها، وهي راقصة في فرقة، في احتفال نظمه حزب “راكاح”، والتي ما لبثنا أن عرفنا اسمها الحقيقي، وصورتها، بعد سنوات وسنوات، وقد باتت تقيم في ألمانيا، في فيلم وثائقي عن درويش.
غراميات عابرة، ،سريعة، أو استدامت لشهور وربما أكثر، وقد عرفتُ بعضها ما لا حاجة لذكره، ومِما يدخل تمامًا في النطاق الحميمي والخاص (حتى بعد وفاته).
لم يكن درويش يحب الكلام عن الزواج، ولا عن الأطفال، على الرغم من أنه ما كان يتأخر، في غير زيارة أو لقاء، عن سؤالي عن ابنتي: هالة، التي عرفَها طفلة تحبو…
سعيتُ، في غير مرة، إلى مفاتحته بالأمر، فكان يتهرب أو يُرفق جوابه بنكتة. لكنه بدَّلَ موقفه، ذات يوم، عندما طَلبَ مني المجيء معه إلى المطبخ، في الجهة الخافية عليَّ في شقته الباريسية (في ساحة “الأمم المتحدة”). هذا لم يحصل في مرة سابقة، كما لو أنه يريد أن يتباسط معي في أمر مفاجئ، ربما في ما يؤلمه أو يزعجه…
بعد أن أعدَّ القهوة، انتقلَ معي إلى الشرفة جنب المطبخ، التي تقع في الجهة المقابلة للشرفة التي كنا نجلس فيها تحت أنظار برج إيفل. كان في تصرفه ما هو غير مألوف… ركنتُ إلى الصمت. كنتُ قد انتبهتُ، يومها، إلى غياب زوجته الجديدة. كان حزنٌ شفيف يرشح من عينَيه، ومن كيفية ارتشافه فنجان القهوة. الصمت ثقيل. بادرتُه: أليس من مفاجأة جديدة، اليوم؟ سألني: عمًّ تتحدث؟ فأجبتُه من دون تردد: ألا تذكر أنك، في زيارة سابقة، فاجأتني بزواجك؟
هذا ما حصل فعلًا في تلك الزيارة، إذ انتبهتُ، بمجرد دخولي إلى صالونه المترع بلونه الأبيض، إلى قيام سيدة فارعة الطول، وجميلة للغاية، لاستقبالي. لم أنقطع عن النظر إليها بعد جلوسي: مَن تكون؟ فكان أن بادَرَني: توقف، شربل… إنها زوجتي. لم أصدقْه. أهي مزحة جديدة؟ ثم راح، أمام ابتسامتي غير المبالية بكلامه الأخير، يعرِّفني بها: إنها حياة الهيني… تعمل في اليونسكو، في “الترجمة الفورية”، وهي صديقة صديقك المترجم مصطفى مرجان، المصري…
راح درويش يحادثني من دون أن ينظر إلى وجهي… كانت الجلسة مناسبة لذلك الغروب، الذي كان يتباطأ في النزول علينا. لعله اختار الجلوس في هذه الشرفة غير المشرفة (بعكس الأخرى) إلا على عمارات كالحة اللون، لكي يقوى على البقاء مع نفسه، في جلوسه معي. كان حديثًا متفرقًا، يسألني فيه عن زواجي، عن “غرامياتي”، ليجد في الحديث مناسبة للكلام، فلا يكون اعترافًا أو بوحًا. إلا أن كلامه كان أقل من الإيحاء بالشيء. كما لو أنه يبدي رأيًا في أمر، ولا يعترف بمرارة أو بخيبة، أو بشأن حميمي يخصه ويوجعه في تلك الأيام.
لم يتزوج درويش بعد ذلك، لكنه لم ينقطع عن الغرام.
قلما وجدتُه من دون بدلة – قاتمة اللون، بين رمادية وزرقاء معتمة. وإن ارتدى قميصًا، فهي طويلة الكمين. رسمي، محتشم، من دون ربطة عنق، في غالب الأحوال.
قلما تبينت شعرة بيضاء في شَعره، إذ كان يصبغه من دون توقف…
مع ذلك كانت الفراشات لا تتوانى عن الدوران حول هالته…
كان لحديثه الفَكِه والعذب، ولالتفاتاته اللطيفة إلى المرأة، لهداياه (على ما عرفتُ من حديث رنا قباني عنه)، ما يجذب أكثر من معجبة، أكثر من عشيقة: استقبلتُه في المطار ببيروت، عند حلوله في لبنان بدعوة من جامعتي، وما أن وصلتُ معه، ومع مدير العلاقات العامة في الجامعة إلى فندق “روتانا جوفينور” في الحمراء، حتى وجدتُ معجبة (لم تفارقه عندما كنت ألتقيه في تلك الأيام، بين بيروت والجامعة) تنتظره في بهو الفندق، بينما كانت تستقبلنا باقات زهر حمراء أمام الجناح الذي كان له أن يحلًّ فيه من نجمة غناء مشهورة…
شربل داغر
(من كتاب “محمود درويش يتذكر في أوراقي: أكتب لأنني سأعيش” لشربل داغر،الصادر عن “مؤسسة العويس” دبي، 2019
محمود درويش